الثلاثاء، 31 مايو 2016

اختلاف الإمامان الجليلان مالك و الشافعي

إختلف الإمامان الجليلان مالك و الشافعي رضي الله عنهما ، فالإمام مالك يقول أن الرزق بلا سبب بل لمجرد التوكل الصحيح على الله يرزق الإنسان مستنداً للحديث الشريف ( لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا و تروح بطانا ) ، أما إمامنا الجليل الشافعي ، فيخالفه في ذلك ، فيقول لولا غدوها و رواحها ما رزقت ، أي أنه لا بد من السعي.
و كل على رأيه.

فإمامنا مالك وقف عند ( لرزقكم كما يرزق الطير ) و تلميذه الشافعي قال لولا الغدو و الرواح لما رزقت.

فأراد التلميذ أن يثبت لأستاذه صحة قوله ، فخرج من عنده مهموما يفكر ، فوجد رجلا عجوزا يحمل كيسا من البلح و هو ثقيل فقال له : أحمله عنك يا عماه و حمله عنه ، فلما وصل إلى بيت الرجل ، أعطاه الرجل بضع تمرات استحسانا منه لما فعله معه ، هنا ثارت نفس الشافعي و قال : الآن أثبت ما أقول ، فلولا أني حملته عنه ما أعطاني ، و أسرع إلى أستاذه مالك و معه التمرات و وضعها بين يديه و حكى له ما جرى ، و هنا ابتسم الإمام الرائع مالك و أخذ تمرة و وضعها في فيه و قال له : و أنت سقت إلي رزقي دونما تعب مني.

 فالإمامان الجليلان استنبطا من نفس الحديث حكمين مختلفين تماما ، و هذا من سعة رحمة الله بالناس.

هي ليست دعوة للتواكل ، لذا سألحقها بقصة جميلة عن إبراهيم بن أدهم.

فيحكى أنه كان في سفر له و كان تاجرا كبيرا ، و في الطريق وجد طائرا قد كسر جناحه ، فأوقف القافلة و قال : و الله لأنظرن من يأتي له بطعامه ، أم أنه سيموت ، فوقف مليا ، فاذا بطائر يأتي و يضع فمه في فم الطائر المريض و يطعمه.
هنا قرر إبراهيم أن يترك كل تجارته و يجلس متعبدا بعد ما رأى من كرم الله و رزقه. فسمع الشبلي بهذا فجاءه و قال : ماذا حدث لتترك تجارتك و تجلس في بيتك هكذا ؟
فقص عليه ما كان من أمر الطائر فقال الشبلي قولته الخالدة : يا إبراهيم ، لم اخترت أن تكون الطائر الضعيف و لم تختر أن تكون من يطعمه ؟
و لعله يقول في نفسه حديث الرسول صل الله عليه و سلم ( المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف ).

يا الله على هذا الفهم الرائع و الاستيعاب للرأي الآخر إذا كان له مسوغ شرعي.

الخلاصة :
هنالك أرزاق بلا سبب فضلاً من الله و نعمة ، و هنالك أرزاق بأسباب لا بد من بذلها.

السبت، 7 مايو 2016

قصة راااااااااااائعة

قصة راااااااااااائعة 
كان يستقل سيارته الفارهة كل يوم ..وكان واجب علي أن أحييه فهو سيدي لأني أعمل ناطورا في فيلته .
وكعادته لا يرد التحية ...
وفي يوم من الأيام رآني 
وأنا ألتقط كيسا فيه بقايا طعام ، ولكنه كعادته لم ينظر إلي 
وكأنه لم يرى شيئا .
وفي اليوم التالي وجدت كيسا 
بنفس المكان ولكن كان الطعام فيه مرتبا وكأنه اشتري الآن من البائع .لم أهتم في الموضوع أخذته وفرحت به ،وكان كل يوم أجد نفس الكيس وهو مليء بالخضار وحاجيات البيت كاملة
فكنت آخذه حتى أصبح هذا الموضوع روتينيا ...
وكنا نقول أنا وزوجتي وأولادي من هذا المغفل الذي ينسى كيسه كل يوم ؟
وفي يوم من الأيام شعرت 
بجلبة في العمارة فعلمت أن السيد قد توفي ... و كثر الزائرون في ذلك اليوم
ولكن كان أتعس ما في ذلك اليوم أن المغفل لم ينس الكيس كعادته أو أن أحدا من الزوار قد سبقني إليه !!
وفي الأيام التالية أيضا لم أجد الكيس ، وهكذا مرت الأيام دون أن أراه مما زاد وضعنا المادي سوءا ،وهنا قررت أن أطالب السيدة بزيادة الراتب 
أو ان أبحث عن عمل آخر ،
وعندما كلمتها قالت لي باستغراب:" كيف كان المرتب يكفيك وقد صار لك عندنا أكثر من سنتين ولم تشتك
فماذا حدث الآن ؟ "
حاولت أن أبرر لها ولكن لم أجد سببا مقنعا.. فأخبرتها عن قصة الكيس ... سألتني و منذ
متى لم تعد تجد الكيس ؟
فقلت لها بعد وفاة سيدي.
وهنا انتبهت لشيء .. لماذا انقطع الكيس بعد وفاة سيدي مباشرة ؟ فهل كان سيدي هو صاحب الكيس ؟ولكن تذكرت معاملته التي لم أرى منها شيئا سيئا سوى أنه لا يرد السلام .
فاغرورقت عينا سيدتي بالدموع و حزنا على حالتها قررت العدول عن طلبي .
و عاد كيس الخير إلينا ولكنه كان يصلنا إلى البيت وأستلمه بيدي من ابن سيدي ...
وكنت أشكره فلا يرد علي ،
فشكرته بصوت مرتفع فرد علي وهو يقول :" لا تؤاخذني فأنا ضعيف السمع كوالدي ".
كم نسيء الظن بالناس ونحن ﻻ نشعر . 
يقول رسولنا الكريم :" أفضل الناس أعذرهم للناس " .
✋قف ..
حين يَهيم أصدقاؤك في كلّ وادٍ
يغتابون ويهمزون ويلمزون ؛
كن أنت الأطهر ،
لا تأكل معهم لحمَ إخوانك ،
وتذكر: ﴿وكنّا نخوضُ مع الخائضين﴾

تغيير الذات للافضل

تحداك أن تفك سر حرفي الـ[س - خ]

⭐ قصة لذيذة ⭐

رااااااااااائعة

👇🏼👇🏼👇🏼👇🏼👇🏼

✅ يحكى أن قرية اسمها " سوثيار " اشتهر أهلها برعي الأغنام والخراف.. 

👀 فقرر رجلان من العاطلين عن العمل سرقة بعض الخراف في سواد الليل حتى لا يراهما أحد.. 

😈 وكانت الخطة تقضي بأن يسرقا خروفا واحدا فقط في كل مرة لا أكثر.. حتى لا يشك أحد من أصحاب الخراف بالأمر.. وبالفعل قاما بتنفيذ الخطة.. 

😡 لكن مالكي الخراف من أهل القرية شعروا بنقصان أعداد الخراف مع كل مرة يسرق فيها الرجلان خروفا.. لكنهم لم يستطيعوا معرفة السارق.. 

👀 فعقدوا اجتماعا.. خرجوا على إثره بقرار التناوب في حراسة الخراف ومراقبة الحظيرة.. وفي ليلة غاب فيها القمر وبينما هم يحرسون.. إذ ظهر شخصان ملثمان وهما يقتحمان الحظيرة ويسرقان خروفا.. 

🍃 فما كان من الحراس إلا أن أحاطوا بالملثمين وأمسكوهما وقيدوهما.. ثم كشفوا عن وجهيهما اللثام.. وبعد أن عقدوا اجتماعا عاجلا خرجوا بقرار عقاب يقضي بإحماء سيخين على النار.. 

😱 السيخ الأول على شكل حرف [س] والآخر على شكل حرف [خ] ثم تكوى به جبهتا الرجلين ليكونا عبرة لكل سارق.. 

🔮 وكان الهدف من ذلك هو بقاء عار السرقة على جبينيهما أينما حلا وارتحلا.. وكان حرف الـ [س] فيرمز إلى كلمة سارق وأما حرف الـ [خ] فيرمز إلى كلمة الخروف.. يعني [سارق خروف] 

💛 وبالفعل كانا كلما ذهبا إلى مكان كان الوسم الذي في جبينيهما عارا عليهما فيسميهما الناس بـ [سارقي الخراف]

✅ أما الرجل الأول فلم يحتمل هذا العار وهذه الفضيحة فقرر الذهاب لقرية أخرى لا يعرفه فيها أحد.. وأما الآخر فقرر البقاء في قريته.. ونوى في نفسه تغير سمعته رغم يقينه ببقاء الوسم في وجهه..

🍁 وبالفعل تغير حاله كثيرا فصار يعين الكبير ويعطف على الصغير ويساعد الناس ثم إنه اشتهر بأعمال الخير حتى أحبه كل من في القرية.. وبقي على هذا الحال إلى أصبح طاعنا في السن.. 

💜 وفي يوم من الأيام دخل العجوز المطبوع على جبينه [ س خ ] في قهوة القرية فقام الجميع واحترمه وأثنى عليه.. فاستغرب رجل غريب ليس من أهل القرية وقد كان جالسا في القهوة.. استغرب من حرارة ترحيب الحاضرين بهذا الرجل الطاعن في السن.. 

💙 فدفعه فضوله فقام وذهب إلى مالك المقهى وسأله عن سبب حرارة لقاء وترحيب الحاضرين بهذا العجوز.. وعن سر الوسم [ س خ ] الذي في جبينه.. 

💝 فقال صاحب المقهى: هذه قصة قديمة.. ولكني أظن أن هذا الوسم المتمثل في حرفي [ س خ ] يعنيان " ساعي خير " .

⭐ حكمة ذهبية: إذا ما أخطأت يوما.. ومنحك الله دقيقة حياة بعدها.. فلا تسجن نفسك في زاوية حجرة لتبكي خطيئتك.. فهذا سيجلو صورتك أمام قلبك فقط.. ولكن جرب أن تبكيها وأن تمشي في سبيل الخير.. ستعرف قيمة ألسنة الناس لأنها ستصبح شاهد حق لك بعد أن كانت يوما عليك 

⭐ التلخيص في سطر واحد: " هذا الرجل نوى تغيير نفسه فتغير "

الاثنين، 2 مايو 2016

الخـبر المغـرور

الخـبر المغـرور


ها قد حلَّ فصل الربيع، والأرضُ قد لبست بساطًا أخضرَ يسرُّ الناظرين، وكانت الشمس مشرقةً، والسماء صافية، والعصافير تُزَقزق، وها هي الطُّيور تَفِد من أقاصي البلاد، محلِّقةً في السماء، مكوِّنة أشكالاً هندسيَّة رائعة، وها هو الراعي ومِن حوله غُنَيماته وعَنْزاته، ترعى...

وبينما كان "المبتدأ" يتجوَّل رفقةَ صديقه "الخبر" في بَساتينَ وحدائِقَ غَنَّاء، ومزارع واسعةٍ حيث كانا يتبادلانِ أطراف الحديث الشَّائق، فجأةً توقَّف "الخبر"، ونظر إلى السماء، واستغرق نظره طويلاً، وحدَّثته نفسُه أنه يَمْلِك القوة والرِّفعة والعلو.

نظر "المبتدأ" إلى "الخبر"، وقال: ما بك يا خبَر؟ هل أصابك شيء لا قدَّر الله؟

"الخبر": ألا تدري أنَّني صاحبُ شأنٍ عظيم، وهِمَّة كبيرة، ومقامي رفيع؟!

ثم راح "الخبَرُ" ينظر إلى السَّماء، ويشرئبُّ بعنقه كأنَّه يتطلَّع إلى أمرٍ مهم.

"المبتدأ" سائلاً "الخبر": وما ذاك الشأن والهمَّة؟

"الخبر": ها ها ها -: أأنتَ ساذج وغبِي إلى هذه الدَّرجة؟!

"المبتدأ": لقد فهمت يا خبر ما تقصده...

قاطعه "الخبر" ثم قال: يَجِب أن تفهم يا مبتدأ أنَّني أكون مرفوعًا دائمًا، سواء كنت مفردًا أو جملة اسميَّة، أو جملة فعليَّة، أو شبه جملة، ولك هذه الأمثلة؛ لِتَفهم أكثر يا صديقي المغفَّل:

"الشَّمس مشرقة": خبَرٌ مرفوع.

"العصافير تزقزق": الخبر جملةٌ فعليَّة في محلِّ رفع.

"العصفور فوق الشجرة": الخبر شبه جملة في محلِّ رفع.

وراح "الخبر" يضحك، ويَسخر من "المبتدأ".

"المبتدأ": لا تغترَّ كثيرًا بنفسك، احمد الله على نِعَمِه وفضله أنْ جعلك مرفوعَ الرأس في كلِّ الأحوال، ولكن لِتَعلمْ يا خبر أنَّ النِّعمة تزول إذا لم تَشكُرها.

"الخبر" ضاحكًا: لن يستطيع أحدٌ أن يزيل هذه النِّعمة، وهذا الفضل، وسأبقى مرفوعَ الرأس، ولن ينخفض أبدًا، أفهمتَ يا هذا؟

"المبتدأ": ألَم تسمع بـ"كان" وأخواتِها؟

"الخبر" في استهزاء وسخرية: لا علم لي مَن تكون "كان" وأخواتها؟ ها ها ها!

"المبتدأ": إنَّ لها شأنًا عظيمًا، وفضلاً كبيرًا عليك، وتستطيع أن تغيِّر وظيفتك الإعرابيَّة.

"الخبر": ألَم أقل لك: إنك لا تفكِّر، وأنك ساذج، ليس لأحدٍ فضلٌ عليَّ.

وراح "الخبر" يسخر كعادته رافعًا رأسه، حتَّى كاد أن يسقط، وفجأةً توقَّف..

"المبتدأ": ما لك؟ ما أصابَك؟

كاد "الخبر" يسقط أرضًا، وكان العرَقُ يتصبَّب، لقد اصفرَّ وجهه، وارتعدَتْ فرائصه، كاد أن يُغشَى عليه، وبدأ يصرخ:
- يا للهول، يا للمصيبة! أنقِذْني يا مبتدأ أنقذني.

"المبتدأ": ما بك يا خبر؟ هل بك وجَع؟ سأحملك حالاً إلى الطبيب!

"الخبر" ما زال يصرخ، كان منظره يُثير الضحك والسُّخرية، ويدعو إلى الشفقة، لقد خارَتْ قُواه، لقد فقد توازُنَه.

"المبتدأ" لَم يصدِّق ما حدث للخبر، وراح يقول له: لا بأس عليك، لا بأس عليك، تَمالَكْ يا أخي تمالَك.

"الخبر": لا تتركني يا مبتدأ، دافِعْ عنِّي، لا تجعلني أضحوكة أمام...

لَم يستطع "الخبَرُ" أن يُتِمَّ حديثه.

وفي هذه اللَّحظات الحَرِجة والصَّعبة، ظهرَتْ "كان" وأخواتها، والغضبُ بادٍ عليهنَّ.

"كان": أنعمت مساءً يا مبتدأ.

"المبتدأ": أنعمتي مساء يا سيدتي كان، ومرحبًا بأخواتك الفُضْليات.

"كان": أنت دائمًا لطيف ومؤدَّب.

ثم تقدَّمت كان، وأخواتُها: (أصبح، ظلَّ، أمسى، بات، ما زال...) من الخبر.

كان "الخبَرُ" في حالةٍ سيِّئة للغاية؛ كيف سيُواجه هذا الموقف الصعب؟ ماذا سيقول لـ"كان" وأخواتها؟

"كان" تقترب أكثر من "الخبر" قائلةً له:
- لقد سمعت كلَّ ما دار بينك وبين المبتدأ، لقد أصابكَ الغرور وأنت تزهو بنفسك، وتسخر منَّا جميعًا، ألَم تعلم وظيفتي الإعرابيَّة؟

أراد "الخبَرُ" أن يبرِّر ما صدرَ منه، لكن "كان" لَم تمنح لهفرصةً للحديث، ثم قالت له:
- أنت من اليوم ستكون منصوبًا بالفتحة؛ سواء كنتَ مفرَدًا أو جملة فعليَّة، أو اسمية، أو شبْهَ جملة، وتكون مجرورًا بالكسرة نيابةً عن الفَتْحة، إذا كنتَ جمع مؤنثٍ سالِمًا؛ نحو: كانت المعلماتُ مجتمعاتٍ، أمَّا أنت يا مبتدأ فستكون اسمًا لنا، وتبقى مرفوعَ الرَّأس، ولك شأن ورِفْعة، وهِمَّة وعُلو.

"المبتدأ" في استحياءٍ: جزاكِ الله خيرًا يا سيِّدتي كان.

شعر "الخبَر" بالخزي والنَّدامة، وقرَّر أن يستقيم، وأن يسلك طريق الصَّالحين، وألا يغترَّ بنفسه، وأن يشكر النِّعمة؛ حتَّى لا تزول.

هل وجود المال في ايدي الابناء امان لهم

خير جليس


الخليفة وصاحب الجرة

الخليفة وصاحب الجرةاستدعى بعض الخلفاء شعراء مصر، فصادفهم شاعر فقير بيده جرّة فارغة ذاهباً إلى البحر ليملأها ماء فتبعهم إلى أن وصلوا إلى دار الخلافة، فبالغ الخليفة في إكرامهم والإنعام عليهم، ولّما رأى الرجل والجرّة على كتفه ونظر إلى ثيابه الرّثة قال: من أنت؟ وما حاجتك؟ فأنشد الرجل:ولما رأيتُ القوم شدوا رحالهم * إلى بحرِك الطَّامي أتيتُ بِجرتّيفقال الخليفة : املأوا له الجّرة ذهباً وفضّة.فحسده بعض الحاضرين(البطانه)وقالوا : هذا فقير مجنون لا يعرف قيمة هذا المال، وربّما أتلفه وضيّعه.فقال الخليفة: هو ماله يفعل به ما يشاء، فمُلئت له جرّته ذهباً، وخرج إلى الباب ففرّق المال لجميع الفقراء، وبلغ الخليفة ذلك، فاستدعاه وسأله على ذلك فقال:يجود علينا الخيّرون بمالهم * ونحن بمال الخيّرين نجودفأعجب الخليفة بجوابه، وأمر أن تُملأ جرّتُه عشر مرّات، وقال : الحسنة بعشر أمثالها ،،اﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻬﻢ ….ﻭﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ ﺍﻭﻗﺎﺕ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕﻭأﻛﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺭى ﺭﺟﻞ ….ﺗﻘضى ﻋلى ﻳﺪﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ حاجاتﻻ‌ ﺗﻘﻄﻌﻦّ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮوف ﻋﻦ أﺣــﺪ ……ﻣـﺎ ﺩﻣـﺖ ﺗـﻘﺪﺭ ﻭﺍﻻ‌ﻳـﺎﻡ ﺗـــﺎﺭﺍﺕﻭﺍﺫﻛﺮ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ إﺫ ﺟﻌﻠﺖ ….إﻟﻴﻚ ﻻ‌ ﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟـــﺎﺕﻓﻤﺎﺕ ﻗﻮﻡ ﻭﻣﺎ ﻣــﺎﺗﺖ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﻢ ….ﻭﻋﺎﺵ ﻗﻮﻡ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ أﻣﻮﺍﺕ

صاحب الجرة والخليفة

صاحب الجرة والخليفةاستدعى بعض الخلفاء شعراء مصر، فصادفهم شاعر فقير بيده جرّة فارغة ذاهباً إلى البحر ليملأها ماء فتبعهم إلى أن وصلوا إلى دار الخلافة، فبالغ الخليفة في إكرامهم والإنعام عليهم، ولّما رأى الرجل والجرّة على كتفه ونظر إلى ثيابه الرّثة قال: من أنت؟ وما حاجتك؟ فأنشد الرجل:ولما رأيتُ القوم شدوا رحالهم * إلى بحرِك الطَّامي أتيتُ بِجرتّيفقال الخليفة : املأوا له الجّرة ذهباً وفضّة.فحسده بعض الحاضرين(البطانه)وقالوا : هذا فقير مجنون لا يعرف قيمة هذا المال، وربّما أتلفه وضيّعه.فقال الخليفة: هو ماله يفعل به ما يشاء، فمُلئت له جرّته ذهباً، وخرج إلى الباب ففرّق المال لجميع الفقراء، وبلغ الخليفة ذلك، فاستدعاه وسأله على ذلك فقال:يجود علينا الخيّرون بمالهم * ونحن بمال الخيّرين نجودفأعجب الخليفة بجوابه، وأمر أن تُملأ جرّتُه عشر مرّات، وقال : الحسنة بعشر أمثالها ،،اﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻬﻢ ….ﻭﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ ﺍﻭﻗﺎﺕ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕﻭأﻛﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺭى ﺭﺟﻞ ….ﺗﻘضى ﻋلى ﻳﺪﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ حاجاتﻻ‌ ﺗﻘﻄﻌﻦّ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮوف ﻋﻦ أﺣــﺪ ……ﻣـﺎ ﺩﻣـﺖ ﺗـﻘﺪﺭ ﻭﺍﻻ‌ﻳـﺎﻡ ﺗـــﺎﺭﺍﺕﻭﺍﺫﻛﺮ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ إﺫ ﺟﻌﻠﺖ ….إﻟﻴﻚ ﻻ‌ ﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟـــﺎﺕﻓﻤﺎﺕ ﻗﻮﻡ ﻭﻣﺎ ﻣــﺎﺗﺖ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﻢ ….ﻭﻋﺎﺵ ﻗﻮﻡ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ أﻣﻮﺍﺕ

لولا علي لهلك عمر

لولا علي لهلك عمرسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنهشاب بالمدينة يقول .. يا أحكم الحاكمين احكم بيني وبين أميفقال له عمر : لماذا تشكو امك يا غلام على هذه الصورة ؟قال : يا أمير المؤمنين إنها حملتني في بطنها تسعة أشهرثم ارضعتني حولين كاملين .. فلما كبرت طردتنيوزعمت أنها لا تعرفنيفاستدعى عمر المرأة .. ثم سألها عما يقول الغلامفقالت : يا أمير المؤمنينوالذي احتجب بالنور .. إنني لا أعرف هذا الغلاموأنا لا أزال بكرا لم أتزوجفسألها عمر : هل لك شهود على ما تقولين ؟فأجابت : نعم .. هؤلاء إخوتيفاستدعاهم عمر فشهدوا عنده بأن الغلام كذابوأنه يريد أن يفضح أختهم في عشيرتها .. وأنها لم تتزوجفقال عمر : إنطلقوا بهذا الغلام إلى السجن حتى نسألفأخذوا الغلام إلى السجن .. وفيما هم في الطريق إلى السجن لقاهم علي كرم الله وجهه .. فناداه الغلاميا ابن عم رسول الله .. إني مظلومثم قص عليه قصتهفقال علي : ردوه إلى أمير المؤمنين عمرفلما ردوه .. قال لهم عمر : لماذا رددتموه إلي ؟فقالوا : إنك قلت .. لا تعصوا لعلي أمرا .. وقد أمرنا أن نردهوألا نذهب به إلى السجن .. ثم جاء علي .. وقال لعمر :لاقضين اليوم بقضاء يرضي رب العالمينثم أخذ يسأل المرأة : ألك شهود ؟ قالت : نعمثم تقدم الشهود فشهدوا بأن المرأة ليست أما للغلامفقال علي : اشهد الله وأشهد من حضر من المسلمينأني قد زوجت هذا الغﻻم من هذه الفتاةبأربعمائة درهم .. أدفعها من مالي الخاصوأعطى الدراهم للشاب .. وقال له والمرأة تسمع :لا أراك إلا وبك أثر العرسفقام الغلام للمرأة .. وأعطاها الدراهم .. وقال لها :قومي معي إلى بيت الزوجيةفصاحت المرأة : النار .. النار .. يا ابن عم رسول اللهأتريد أن تزوجني من ولدي ؟ هذا والله ولديوقد زوجني أخي رجلا غريبا .. فولدت منه هذا الغلامفلما كبر أمروني أن انتفي منه وأطردهوفؤادي يحترق عليه .. ثم أخذت بيد ولدها وانطلقتفصاح عمر بأعلى صوته ... وآعمراه .. لولا علي لهلك عمر

قصة فتح مدينة القدس في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه

لحظة تاريخية، جليلة، ذهبية تلك التي تسلم بها، أمير المؤمنين، خليفة المسلمين، عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مفاتيح بيت المقدس.

هذه هي جيوش المسلمين، تقتحم معاقل الفرس والروم وتدكها، ولم يبقى غير القدس هدفاً، لكن نصارى القدس، لم يحبذوا فكرة دخول المسلمين إلى الأرض المقدسة بسيوفهم، وتسيل الدماء هناك، فأرسلوا للخليفة العادل، يطلبون منه المجيء لديارهم، ليسلموها له، ويسلموه مفاتيحها.

وصل رجاءهم لخليفة المسلمين عمر رضي الله عنه، فلم يخيب رجاءهم، وكان بإمكانه، وهو قائد المسلمين أن يرفض، ويدخلها عبر السيف والدماء، ويأمر باقتحامها، كما فتحت أكثر المدن في عصره، لكنه لم يفعل، وهنا تبدأ حكاية ذلك الفتح التاريخي، والذي كلما قرأته في كتب التاريخ مرة بعد مرة، انتابني ذلك الشعور بالبكاء، والعزة والفخر، بالبكاء على حال قدسنا اليوم، وعزتي بغبار إسلامي، فكيف فتح الخليفة العادل القدس؟.

لم يمشي عمر بن الخطاب للقدس بخيل قوية مطهمة، ولا بجيوش جرارة، ولا بعظمة وأبهة غير عظمة الإيمان في قلبه، مشى إليها بناقة وخادم معه، وزاد هو عبارة عن كفايته الطريق من الماء والخبز والتمر.

ومشى إليها يقطع الفيافي، في رحلة تاريخية، من المدينة للقدس، يقطع وخادمه الصحراء، وحيدين، أعزلين، يتلوان سورة يس، كان عمر رضي الله عنه يركب ناقته ساعة، ويمشي خادمه، ثم ينزل ليركب خادمه ساعة أخرى، ويمشي هو، ثم يمشي الاثنان ليريحا الناقة، حتى الناقة كانت في حساب الاستراحة،مسافة 2400كيلومتر، في رحلة شاقة، يرافقهما لهيب الصحراء، يمشيان، ويركبان، حتى وصلا قريباً من الجيش المحاصر للقدس بقيادة أبو عبيدة الجراح، وبينهما منخفض ملئ بالماء والطين، وكان الخادم راكباً، وعمر ماشياً بيده مقود الناقة، لم يأمر عمر خادمه أن يتنحى ليركب الناقة ويجتاز الوحل أمامه، وكان الخادم يريد أن ينزل ليمشى ويركب أمير المؤمنين إلا أن الخليفة العادل أبى ذلك كله، وبعظمة العدل والرحمة والتواضع، خلع أمير المؤمنين نعليه، قائد جيوش الفتوحات الإسلامية الكبيرة، هازمة الروم والفرس، خلعهما ووضعهما على عاتقه، شمّر ثيابه إلى ما فوق ركبتيه وخاض الوحل، حتى يجتاز المنخفض من جهة قواد جيوش المسلمين!!!!، فتمرغت ساقاه بالوحل، وعندما علمت جيوش المسلمين بمقدم أمير المؤمنين، هب قائدها أبو عبيدة مع قواده الأربعة ليستقبلوه استقبالا يليق بمقام خليفة المسلمين، حين شاهد أبو عبيدة ما ناب ساقي أمير المؤمنين من الوحل قال له عن طيب نية، والحرص على أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه:" يا أمير المؤمنين لو أمرت بركوب، فإنهم ينظرون إلينا".

غضب عمر بعد مقولة أبي عبيدة هذه غضبته التاريخية الشهيرة، وصاح بوجه هذا القائد الذي هزم الدولة البيزنطية، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، صاح به قائلا مقولته التاريخية الشهيرة:" والله لو غيرك قالها يا أبا عبيدة لجعلته عبرة لآل محمد صلى الله عليه وسلم!!! لقد كنا أذلة فأعزنا الله بالإسلام، فإذا ابتغينا عزاً بغير الإسلام أذلنا الله".

الله! الله! ما أعظمه من درس تاريخي يا عمر، تخبأه لجند فلسطين اليوم، تحثهم على استمرارهم في مسيرة تحرير القدس من اليهود الغاصبين، المحتلين، بالإسلام فقط سنحرر فلسطين، وبهجره نخسرها ونخسر القدس أجمعين، ونخسر مكانتنا وقيمتنا بين الأمم والشعوب.

لم يمكث عمر الوقت الطويل عند أبي عبيدة، فهو لم يأتي للسياحة والتنزه والاستراحة، فالوقت غال وثمين، وفتح القدس قاب قوسين وأدنى، بل واصل الركب المسير باتجاه القدس، إذ هي قريبة من مركز القيادة، وكان عمر رضي الله عنه راكباً، وخادمه ماشياً، يقرآن سورة يس، وانتهت المدة التي يستريح بها أمير المؤمنين فوق الناقة، ويجب أن يستريح خادمه، ياااااااااه لعدلك يا عمر ورحمتك ورأفتك!!!!! وكم نفتقد لأمثال ذلك بيننا في أيامنا هذه، فنزل عمر عن الناقة ليمشي، وركب خادمه، وأخذ عمر بزمام الناقة، ورجلاه لا تزالا ممرغتين بالوحل.

وصل الركب الفاتح، المثل الأعلى للحضارة، والقيم الرفيعة العظيمة والنبل السامية ممثلةً بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب، إلى باب دمشق، أحد أسوار القدس، والخليفة يمشي يقود الناقة، وخادمه راكب، وحشود الروم من عسكريين ومدنيين متجمهرين عند الأسوار، يتفرجون مذهولين مصعوقين غير مصدقين، لأغرب مشهد تاريخي حضاري لا يحلمون برؤيته، ولا حتى نحن جيل القرن الواحد والعشرين، وقد كان هناك فنانون ورسامون فرسم أحدهم صورة له تحدث عنها بعض الكتب العربية فجاء فيها : " كتاب يوناني مخطوط في دير المصابة، يذكر حادثة مجيء الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتسلم بيت المقدس، ومع النص رسم يمثل أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه حين دخوله القدس، وقد رسموه في ثياب أهل الجزيرة العربية، ملتحياً داخلاً من باب دمشق، باب العمود، ذا مهابة ووقار، ماشياً على قدميه في تواضع المخلصين الأبرار، آخذاً مقود الراحلة بيسراه، وإلى أعلى الرسم غلام أجرد أسود، مستقراً فوق رحلها، رافعاً في وجه القوم عصاه، مستنكراً سجودهم لمولاه_يعني عمر بن الخطاب_، صائحاً فيهم: ويحكم! ارفعوا رؤوسكم، فانه لا ينبغي السجود إلا لله."حتى إذا استقر الركب عند الباب، نزل إليه رئيس الأساقفة " صفر يانوس"، البطريرك، وبيده مفاتيح القدس، وبعد أن سلّم عليه، قال له: إن صفات من يتسلم مفاتيح إيلياء (بيت المقدس) ثلاثة، وهي مكتوبة في كتابنا - يقصد شروح الإنجيل- :
أولها: يأتي ماشياً وخادمه راكب.
ثانيها: يأتي ورجلاه ممرغتان في الوحل.
وثالثها: لو سمحت أن أعدّ الرقع التي في ثوبك.
فعدّها، فإذا هي سبع عشرة رقعة! فقال: وهذه هي الصفة الثالثة، يا سلام، لا تسلم مفاتيح القدس إلا لقائد أمير يمتلك أوسمة ثلاثاً هي من أرفع أوسمة التاريخ وأشرفها وأعلاها وأغلاها قيمة، ركب الخادم، الوحل، والرقع على الثوب، وهل هناك بعد من أوسمة أخرى أعلى من هذه الأوسمة لتفتح بها القدس مسرى رسولنا الكريم، وهل أعلى من هذا الشرف ليسلم البطريرك المفاتيح، نعم هذه هي أوسمة الإسلام الذهبية، حين تأكد البطريرك من ثبوت العلامات الثلاث سلّم أمير المؤمنين مفاتيح القدس، واتجه إلى زاوية يبكي، فأتاه عمر رضي الله عنه يسليه ويعزّيه، بسماحة القائد المنتصر، بدلا من اهانته وتحقيره والاستعلاء عليه والتعاظم والتفاخر، كما يحصل في أيامنا هذه، بل تقدم عمر العادل من البطريك"صفر" وقال له برحمة المسلمين "إن الدنيا دول وأنشد: فيوم علينا ويوم لنا ويوماً نُساءُ ويوماً نُسرّ"
فأجابه بطريرك القدس:" ما حزنت لأنكم دخلتم دخول الفاتحين الغزاة، لتكون الدنيا دول بيننا، ونستردها يوماً ما، ولكنكم ملكتموها إلى الأبد بعقيدة الإسلام وحكم الإسلام، وأخلاق الإسلام".
وضاع منا اليوم الإسلام فخسرناها خسران الفاشلين الجبناء الصامتين.

وبعد أن تسلم الفاروق مفاتيح بيت المقدس، وقّع مع أهلها النصارى" الوثيقة العمرية" والتي سأنقل لكم بعضاً من نصها حيث للأسف تعرض جزء منها ،والتي احتفظ بنسخة مصورة منها، لبعض التلف وقد وضعت النقاط في الأماكن التي تعرضت للتلف ولم أستطع قراءة مضمونها:" بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم. ولكنائسهم .... وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم. ولا ينتقص منها ولا من حيزها. ولا من صلبهم، ولا شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم،*ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود.
وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن. وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص. فمن خرج... فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم. ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية....
...أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم حتى يبلغوا... ومن كان بها من أهل الأرض فمن شاء منهم قعد، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار.... ومن شاء رجع إلى أهله، لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم. وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله ... رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية"
شهد على الوثيقة: خالد بن الوليد ،عمرو بن العاص. كتب وحضر سنة 15هـ عبد الرحمن بن عوف، معاوية بن أبي سفيان، عمر بن الخطاب

وقد نصت الوثيقة على أن يعامل فيها أهل إيلياء بالمساواة، بالحقوق والواجبات، من دون تمايز الفاتحين على المغلوبين ومن دون تفضيل المسلمين على النصارى في المعاملات، وسجل في الوثيقة أن لأهل إيلياء ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين، كما اشترط أهل إيلياء النصارى على خليفة المسلمين عمر رضي الله عنه أن لا يسمح ليهودي أن يسكنها معهم كما هو مبين في نص الوثيقة أعلاه*" ولا يسكن بايلياء معهم أحد من اليهود". فوافق على ذلك، لعلمه بما كان هناك من أحقاد وضغينة ومجازر فظيعة قام بها اليهود، وبما يكيد اليهود دائما من الدسائس وفوضى، فأمر عمر بإخراجهم منها.

ثم دخل الفاروق القدس، ودخل كنيسة القيامة، وتروي بعض كتب التاريخ أنه رأى بعض آثار هيكل سليمان وما تبقى منها وعليه التراب، فانحنى إليه يمسحه بطرف ثوبه، فأقبل من ورائه الجند يزيحون عنه الغبار، حتى تلألأ ، ورمم عمر من الهيكل ما استطاع، وبنى فيه الجامع المنسوب إليه جامع عمر، ويعلق المؤرخون على ذلك: أن لو كان للهيكل لسان لقال: هذه حرية الإسلام، وعدالة الإسلام، والهياكل محرّمة في الإسلام، وهيكل اليهود لا يقرّه الإسلام ولا يعترف بقدسيته، ولكنه احترام لمشاعر أهل الكتاب، وترك الحرية التامة لهم بممارسة شؤونهم الدينية من غير تدخل في شؤونهم، ولو كانت طقوسهم مغايرة أو مضادة لعقيدة المسلمين.

ثم جاء وقت الصلاة، وهو في كنيسة القيامة، فأعلن لمن معه أن الكنيسة مكان عبادة الله، ومسموح له أن يصلي فيها، ولكن يخاف أن يأتي يوم يقول فيه المسلمون : أن عمر الفاروق صلى هنا، فيقتطعون من الكنيسة مسجداً لهم، فخرج وصلّى على بعد 500متر منها، حيث أشيد مكان صلاته مسجد سمّي بمسجد عمر، وهو يبعد كذلك بنفس المسافة عن الأقصى الذي كان منه معراج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء.

ولعمري هذا هو ما كنت أتكلم عنه وما نعنيه اليوم من سماحة الإسلام تجاه أهل الكتاب، واحترام مشاعرهم وشعائرهم وتقاليدهم.

بعد كل نصر تاريخي، يكون هناك احتفال تاريخي، لكن احتفال عمر والمسلمين بفتح القدس كان احتفالاً نوعي متميّز، كفتحهم النوعي المجيد، فأمضى الليل والمسلمين بالابتهال لله والدعاء والقيام، وكان عمر رضي الله عنه إذا اعتدل من سجوده، رأوه يبكي، قالوا له يا أمير المؤمنين أتبكي ساعة النصر؟ ! قال نعم ذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بما معناه : { لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تقبل عليكم الدنيا، كما أقبلت على من كان قبلكم فتنافسوا كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم.}ولم تزل مفاتيح كنيسة القيامة حتى اليوم بأيدي إحدى الأسر المسلمة العريقة، التي سلمها إياها المسيحيون من سكان إيلياء، حين تسلم الفاروق للقدس، ثقة منهم بالفاتحين الأبرار من المسلمين.