السبت، 26 ديسمبر 2020

كان اسمه قبل أن يُسلِم عبد العُزىٰ المُزني

 جل بكى النبي صلى الله عليه وسلم لموته

كان اسمه قبل أن يُسلِم عبد العُزىٰ المُزني نسبةً لمدينته مُزينه

أسلم وعمره ١٦ عاماً وتوفي وهو ٢٣ عاما وكان شاباً غنياً ومُنعماً جداً في حياته توفت أمه وأبوه وهو صغير فرباه عمه 

كان شاباً مُميزاً جداً بين الشباب بملابسه الغالية والجميلة والتي يؤتى بها من الشام خصيصاً من أجله وكان الشاب الوحيد الذي يملك فرسان في وقت كان فيه أفضل شابٍ في مُزينة يملك بغلة صغيرة وكان عمه من سادة مُزينة.. 

قصة إسلامه من أجمل قصص إسلام الصحابة وأغربها

فحين تم عبد الله ١٦ عاماً 

كان ذلك الوقت الذي يُهاجر فيه الصحابة من مكة إلى المدينة وكانوا يمرُّون على مُزينة في طريق هجرتهم

ويمرُّون مسرعين جداً لأن كفار قريش يلحقون بهم

فقابله يوماً أحد الصحابة في أثناء هجرته وعرض عليه الإسلام فأسلم فوراً وبعد أن أسلم طلب منهم أن يُعلموه شيئاً من القرآن فقالوا لن نستطيع أن نظل معك لأن قريش تلحق بنا ولكن إن شئت فالحق بنا في الطريق لتتعلم القرآن فكان يسير خلفهم مشياً على الأقدام يقرأون القرآن وهو يقرأ وراءهم مسافة ١٥ كيلو في الصحراء ثُم يرجع إلى مُزينة 

ويعود في اليوم التالي يقف على حدود مُزينة ينتظر أن يمرُّ صحابي في طريق هجرته فيقول له علمني من القرآن ويقرأ عليه ما حفظه في اليوم السابق حتى تعلَّم أكثر من سورة من القرآن 

فجاءه يوماً أحد الصحابة فقال له ولمَ لا تُهاجر معنا إلى رسول الله  فقال له لا أُهاجر قبل أن يُسلم عمي فهو من رباني ولن أُهاجر قبل أن آخذ بيده للإسلام

فظل في مُزينة ثلاثة سنوات يُخفي إسلامه وظل يتحين أي فرصة للحديث مع عمه ليُخبره عما وصل إليه من هذا الدين الجديد الذي جاء به محمد وذلك كل يوم وكان عمه يرفض رفضاً شديداً أن يستمع لما سيقول وكان إن أراد أن يُصلي ذهب بعيداً فى الصحراء حتى لا يراه أحد وبعد أن مرت ثلاثة سنوات على هذا الحال ذهب إلى عمه وقال لقد تأخرت عليا فأخرتني عن رسول الله   يا عمي 

وما عُدت أُطيق فراق النبي  وإنني أريد أن أُخبرك بأني منذ ثلاثة سنوات وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً  رسول الله وإنني الآن مهاجر إلى رسول الله  وأُحب أن تكون معي فإن أبيت فلن يردني عن الهجرة إليه شيء فغضب عمه غضباً شديداً وقال لإن أبيت إلا الإسلام جردتك من كل ما تملك 

فقال يا عمي افعل ما شئت فما أنا بالذي يختار على الله ورسوله  شيئاً فقال إن أصررت جردتك حتى من ملابسك التي عليك وقام فمزق له ملابسه التي كان يرتديها فقال عبد الله والله يا عمي لأُهاجرن إلى رسول الله  مهما فعلت بي

وبدأ هجرته وهو شبه عاري في الصحراء حتى وجد بجادٍ وهو الشوال من الصوف فأخذه وشقه نصفين وربط نصفه على وسطه ونصفه الآخر وضعه على كتفه حتى وصل المدينة فدخل على رسول الله فقال له النبي  من أنت فقال أنا عبد العزى فقال النبي  ولم تلبس هكذا فقال لقد أسلمت فجردني عمي من كل ما أملك حتى ملابسي ولم أجد فى طريقي إلا هاذين البجادين فأتيتك بهما ، فقال النبي  أوفعلت ؟!

فقال نعم فقام النبي  وقال من اليوم أنت عبد الله ذي البجادين ولست عبد العزى فقد أبدلك الله عن هاذين البجادين رداءً في الجنة تلبس منه حيث تشاء

ومن شدة فقره سكن في مساكن أهل الصُفة وهي مساكن للفقراء خلف بيت النبي وتأتي غزوة تبوك وعُمره ٢٣ عاماً فيخرج إلى الغزوة مع النبي ثم يقول يا رسول الله  ادعوا الله لي أن أموت شهيداً فيرفع النبي يده ويقول اللهم حرم دمه على سيوف الكفار 

فيقول عبد الله ما هذا بالذي أردتُ يا رسول الله  فقال النبي  يا عبد الله إن من عباد الله من يخرج في سبيل الله فتصيبه الحمى فيموت فيكون شهيداً وإن من عباد الله من يخرج في سبيل الله فيسقط عن فرسه فيموت فيكون شهيداً ولعلك تصيبك حمى فتموت فتكون شهيداً

ويشهد عبد الله غزوة تبوك مع النبي وينتصر المسلمين وفي طريق عودتهم بالفعل ُتصيب عبد الله حمى شديدة ويبدأ يتألم آلام الموت.. 

فيحكي لنا عبد الله بن مسعود قصة موت عبد الله ذي البجادين فيقول كنت نائماً في ليله شديدة البرد شديدة الظلام وبينما أنا نائم سمعت خارج خيمتي صوت حفر فعجبت من يحفر في هذا البرد والظلام فاستيقظت وبحثت عن النبي  وعن أبو بكر وعمر في خيمتهم فلم أجدهم فتعجبت أين ذهبوا فخرجت من خيمتي فإذا أبو بكر وعمر يُمسكان سراجاً والنبي  يحفر قبراً فذهبت إليه وهو يحفر فقلت ما بك يا رسول الله .. 

فرفع وجهه الشريف إلي فإذا عيناه تذرفان الدموع وقال مات أخوك ذي البجادين فنظرت إلى أبو بكر وقلت أتترك رسول الله يحفر وتقف أنت بالسراج فقال أبىٰ النبي  إلا أن يحفر له قبره بنفسه.. فحفر النبي  بيديه قبر ذي البجادين ثم نزل إلى القبر واضجع به بجسده الشريف  ليكون القبر رحمة لذي البجادين ثم قام ورفع يديه إلى أبو بكر وعمر وقال ادنيا إلي أخوكما ورفقاً به إنه والله كان يحب الله ورسوله .. 

ويقول عبد الله بن مسعود فرأيت النبي يحتضن الجثمان بشدة ودموعه تسقط على الكفن وكبر أربع تكبيرات وقال رحمك الله يا عبد الله كنت أواباً تالياً للقرآن ثم رفع رأسه إلى السماء وقال اللهم إنني اشهدك أنني أمسيت راضياً عن ذي البجادين فأرضى عنه 

يقول عبد الله بن مسعود والله لقد تمنيت يومها أن أكون أنا صاحب الحفرة من كثرة الرحمات التي ستتنزل عليه في هذه الليلة

رحم الله شاباً ترك كل ملذات الدنيا وهي بين يديه من أجل دينه فاستحق أن يرضى الله ورسوله عنه ويأخذ تلك المكانة الغالية عند رسول الله  وعمر إسلامه فقط ٧ سنوات 

وسيُعطي الله للكثيرين منا سنوات أكثر من تلك السبع التي أعطاها لعبد الله لينظر ماذا سنفعل فيها من أجل مرضاته

فاللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واقبضنا إليك غير مفتونين

السبت، 19 ديسمبر 2020

العرب والمسلمين حين كانوا رجال

 العرب والمسلمين حين كانوا رجال 

🌎 ‏طابع بريدي أصدرته حكومة إسبانيا بمناسبة مرور ألف عام على وفاة الحاجب المنصور بن أبي عامر، أصدر عام 2002م وكانت وفاته 1002م.


فمن هو المنصور هذا ؟


-هذا القائد العظيم لم يُهزم في معركة قط!


-هذا الرجل فرحت أوروبا كلها بموته.


إنه الحاجب المنصور هل سمعتم عنه !!


يتحدث عنه التاريخ فيقول :

حين مات القائد الحاجب المنصور فرحت بخبر موته كل أوروبا وبلاد الفرنج، حتى جاء القائد الفونسو الى قبره ونصب على قبره خيمة كبيره فيها سرير من الذهب، جلس عليه ومعه زوجته .


وقال :

 أما تروني اليوم قد ملكت بلاد المسلمين والعرب، وجلست على قبر أكبر قادتهم .

فقال أحد الموجودين :

والله لو تنفس صاحب هذا القبر لما ترك فينا واحداً على قيد الحياة ولا استقر لنا قرار.

فغضب الفونسو وقام يسحب سيفه على المتحدث حتى مسكت زوجته ذراعه وقالت :

صدق المتحدث .. أيفخر مثلنا بالنوم فوق قبره !! والله إن هذا ليزيده شرفاً حتى بموته لا نستطيع هزيمته، والتاريخ يسجل انتصاراً آخر له وهو ميت، قبحًا لما صنعنا وهنيئًا له النوم تحت عرش الملوك .


الحاجب المنصور (محمد بن أبي عامر العامري) ولد سنه 326 هجرية بجنوب الأندلس ..دخل متطوعًا في جيش المسلمين وأصبح قائد الشرطة في قرطبة لشجاعته ثم أصبح مستشار لحكام الأندلس لفطنته ثم أميرًا للأندلس وقائدَا للجيوش 

خاض بالجيوش الإسلامية أكثر من 50 معركة انتصر فيها جميعًا .


 ولم تسقط أو تهزم له راية .. وطئت أقدامه أراضي لم تطأها أقدام مسلم من قبل ..

أكبر انتصاراته غزوة ‘ ليون ‘ حيث تجمعت القوات الأوربية مع جيوش ليون ..

فقُتل معظم قادة هذه الدول وأُسر البقية  ورفع الأذان للصلاة فيها.


كان يجمع غبار ملابسه بعد كل معركة وبعد كل أرض يفتحها ويرفع الأذان فيها في قارورة، وأوصى أن تُدفن معه لتكون شاهدة له عند الله يوم يٌعرض للحساب ..


كانت بلاد الغرب والفرنجة تكن له العداء الشديد لكثرة ما قتل من أسيادهم وقادتهم، فقد حاربهم 25سنة مستمرة قتالًا شديدًا لا يستريح أبدَا ولا يدعهم يرتاحون. 


كان ينزل من صهوة جواد ليمتطي آخر للحرب ..

كان يدعو الله أن يموت مجاهدًا لا بين غرف القصور ..

وقد مات كما يتمنى إذا وافته المنية وهو في مسيره لغزو فرنسا ..

كان عمره حين مات 60 سنة قضى منها أكثر من 25سنة في الجهاد والفتوحات ..


تصدر إسبانيا طابعاً بمناسبة مرور الف عام على موته

بينما معظمنا لم يسمع باسمه من قبل!!!

يا لنا من أمة جاحدة!!!



📚 مصادر المعلومات التاريخية: 


✍- تاريخ المسلمين وآثارهم في الأندلس


-✍ الاندلس من الفتح إلى السقوط

سعيد بن عامر) بين أسماء الفقراء.

 طلب الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أهل حمص أن يكتبوا له أسماء الفقراء و المساكين بحمص ليعطيهم نصيبهم من بيت مال المسلمين ..*


 و عندما وردت الأسماء للخليفة فوجىء بوجود اسم حاكم حمص (سعيد بن عامر) بين أسماء الفقراء.

تعجب الخليفة من أن يكون والياً لحمص و من فقرائها فسأل أهل حمص عن سبب فقره .. فأجابوه أنه ينفق جميع راتبه على الفقراء و المساكين و يقول (ماذا أفعل وقد أصبحت مسؤولا عنهم أمام الله تعالى) و عندما سألهم الخليفة هل تعيبون شيئاً عليه؟ أجابوا نعيب عليه ثلاثا : فهو لا يخرج إلينا إلا وقت الضحى .. و لا نراه ليلا أبداً و يحتجب علينا يوما في الاسبوع

و عندما سأل الخليفة سعيد عن هذه العيوب أجابه هذا حق يا أمير المؤمنين .. أما "الأسباب" فـهي :

أما أني لا أخرج إلا وقت الضحى ؟ لأني لا أخرج إلا بعد أن أفرغ من حاجة أهلي و خدمتهم فأنا لا خادم لي و امرأتي مريضة ..

وأما احتجابي عنهم ليلا لأني جعلت النهار لقضاء حوائجهم و الليل جعلته لعبادة ربي ..

وأما احتجابي يوما في الاسبوع لأني أغسل فيه ثوبي و أنتظره ليجف لأني لا أملك ثوبا غيره

فبكى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه .

هل كانوا بشرا"،ونحن بشر؟!