الاثنين، 30 مارس 2020

قصة اويس

من ارض اليمن من قبيله مراد في مأرب
حج بالناس عمربن الخطاب- رضي الله عنه- سنة ثلاث وعشرين، قبيل استشهاده بأيام، وكان شغله الشاغل في حجه البحث عن رجل من رعيته من التابعين يريد مقابلته،
وصعد عمر جبل أبا_قبيس وأطل على الحجيج، ونادى بأعلى صوته: يا أهل الحجيج من أهل اليمن، أفيكم أويس بن عامر من مراد ثم من قرن ...؟
فقام شيخ طويل اللحية من قرن، فقال:
 " يا أمير المؤمنين، إنك قد أكثرت السؤال عن أويس هذا، وما فينا أحد اسمه أويس إلا ابن أخ لي يقال له أويس، فأنا عمه ،
 وهو حقير بين أظهرنا، خامل الذكر، وأقل مالا، وأوهن أمرا من أن يرفع إليك ذكره"
فسكت عمر- كأنه لا يريده- ثم قال:
"يا شيخ وأين ابن أخيك هذا الذي تزعم؟
أهو معنا بالحرم؟"
قال الشيخ:
"نعم يا أمير المؤمنين، هو معنا في الحرم، غير أنّه في أراك عرفة يرعى إبلا لنا"
فركب عمربن الخطاب و علي بن أبي_طالب- رضي الله عنهما- على حمارين لهما، وخرجا من مكة، وأسرعا إلى أراك عرفة، ثم جعلا يتخللان الشجر ويطلبانه، فإذا هما به في طمرين من صوف أبيض، قد صف قدميه يصلي إلى الشجرة وقد رمى ببصره إلى موضع سجوده، وألقى يديه على صدره والإبل حوله ترعى- قال عمر لعلي - رضي الله عنهما- :
 "يا أبا الحسن إن كان في الدنيا أويس القرني فهذا هو، وهذه صفته. ثم نزلا عن حماريهما وشدا بهما إلى أراكه ثم أقبلا يريدانه."
فلما سمع أويس حسّهما أوجز في صلاته، ثم تشهّد وسلم وتقدما إليه فقالا له:
" السلام عليك ورحمة الله وبركاته."
فقال أويس:
" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته."
فقال عمر- رضي الله عنه- :
"من الرجل؟ "
قال:
" راعي إبل وأجير للقوم."
فقال عمر:
" ليس عن الرعاية أسألك ولا عن الإجارة، إنما أسألك عن اسمك، فمن أنت يرحمك الله؟"
فقال:
"أنا عبد الله وابن أمته"
فقالا:
 " قد علمنا أنّ كل من في السموات والأرض عبيد الله ...، وإنّا لنقسم عليك إلا أخبرتنا باسمك الذي سمّتك به أمّك ...،"
قال:
"يا هذان ما تريدان إلي؟ أنا أويس بن عبد الله."
فقال عمر رضي الله عنه :
"الله أكبر، يجب أن توضح عن شقك الأيسر..."
قال:
"وما حاجتكما إلى ذلك ؟"
فقال له علي- رضي الله عنه- :
 "إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفك لنا، وقد وجدنا الصفة كما خبرنا، غير أنّه أعلمنا أن بشقك الأيسر لمعة بيضاء كمقدار الدينار أو الدرهم، ونحن نحب أن ننظر إلى ذلك،"
فأوضح لهما ذلك عن شقه الأيسر.

فلما نظر علي و عمر- رضي الله عنهما- إلى اللمعة البيضاء ابتدروا أيهما يقبل قبل صاحبه، وقالا:
 " يا أويس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نقرئك منه السلام، وأمرنا أن نسألك أن تستغفر لنا، فإن رأيت أن تستغفر لنا- يرحمك الله- فقد أخبرنا بأنك سيد التابعين، وأنّك تشفع يوم القيامة في عدد ربيعة ومضر ."
فبكى أويس بكاء شديدا، ثم قال:
" عسى أن يكون ذلك غيري"
فقال علي- رضي الله عنه- :
" إنا قد تيقنا أنك هو، لا شك في ذلك، فادع الله لنا رحمك الله بدعوة وأنت محسن."
فقال أويس:
 " ما أخص باستغفار نفسي، ولا أحد من ولد آدم، ولكنه في البر والبحر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات في ظلم الليل وضياء النهار، ولكن من أنتما يرحمكما الله؟ فإني قد خبرتكما وشهرت لكما أمري، ولم أحب أن يعلم بمكاني أحد من الناس"
فقال علي- رضي الله عنه- :
" أما هذا فأمير المؤمنين عمربن الخطاب- رضي الله عنه-، وأما أنا ف علي بن أبي_طالب،"
فوثب أويس فرحا مستبشرأ فعانقهما وسلم عليهما ورحب بهما، وقال:
"جزاكما الله عن هذه الأمة خيرا."
قالا: وأنت جزاك الله عن نفسك خيرا.
ثم قال أويس:
"ومثلي يستغفر لأمثالكما؟"
فقالا:
"نعم، إنا قد احتجنا إلى ذلك منك، فخصّنا- رحمك الله- منك بدعوة حتى نؤمن على دعائك،"
فرفع أويس! رأسه، وقال! :
 "اللهم إنّ هذين يذكران أنهما يحباني فيك، وقد رأوني فاغفر لهما وأدخلهما في شفاعة نبيهما محمد صلى الله عليه وسلم."
فقال عمر- رضي الله عنه- :
 "مكانك- رحمك الله- حتى أدخل مكة فآتيك بنفقة من عطائي، وفضل كسوة من ثيابي، فإني أراك رث الحال، هذا المكان الميعاد بيني وبينك غدا."
فقال:
 "يا أمير المؤمنين، لا ميعاد بيني وبينك، ولا أعرفك بعد اليوم ولا تعرفني. ما أصنع بالنفقة؟ وما أصنع بالكسوة؟ أما ترى عليَّ إزارا من صوف ورداءاً من صوف؟ متى أراني أخلِفهما؟ أما ترى نعليَّ مخصوفتين، متى تُراني أبليهما؟ ومعي أربعة دراهم أخذت من رعايتي متى تُراني آكلها ...؟
 يا أمير المؤمنين، إنّ بين يدي عقبة لا يقطعها إلاّ كل مخف مهزول ...، فأخف- يرحمك الله- يا أبا حفص، إن الدنيا غرارة غدارة، زائلة فانية، فمن أمسى وهمته فيها اليوم مد عنقه إلى غد، ومن مد عنقه إلى غد أعلق قلبه بالجمعة، ومن أعلق قلبه بالجمعة لم ييأس من الشهر، ويوشك أن يطلب السنة، وأجله أقرب إليه من أمله، ومن رفض هذه الدنيا أدرك ما يريد غدأ من مجاورة الجبار، وجرت من تحت منازله الثمار."
فلما سمع عمر- رضي الله عنه- كلامه ضرب بدرته الأرض، ثم نادى بأعلى صوته:
" ألا ليت عمر لم تلده أمه، ليتها عاقر لم تعالج حملها. ألا من يأخذها بما فيها ولها؟"
فقال أويس:
" يا أمير المؤمنين! خذ أنت ها هنا حتى آخذ أنا ها هنا."
 ومضى أويس يسوق الإبل بين يديه، وعمر وعلي- رضي الله عنهما- ينظران إليه حتى غاب فلم يروه، وولىّ عمر وعلي- رضي الله عنهما- نحو مكة وحديث فضل أويس القرني، وأنّه لو أقسم على الله لأبرّه، وقوله صلى الله عليه وسلم لعمر-رضي الله عنه- :
( إن استطعت أن يستغفر لك فافعل ) ثابت في صحيح مسلم وغيره ...
[ إذا نافسك الناس على الدنيا أتركها لهم ، وإن نافسوك على الآخرة ، فكن انت أسبقهم ؛ فإن الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الآخرة إلا لمن يحب]
..طابت اوقاتكم في طاعة الله.
كم من مشهور في الأرض
مجهول في السماء ،،،وكم من مجهول في الأرض ،،،معروف في السماء!!
المعيار التقوى وليس الأقوى !!!
(اللهم ارحم ضعفنا وتول امرنا)

خطبة الحاجة

خطبة الحاجة
ـ
إنّ الحمد لله نحمدُه ونستعينه, ونستغفره,
 ونعوذ بالله من شرور أنفسناً, ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مُضلّ له, ومن يُضلل فلا هادي له,
 وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه.
{ يا أيها الذينَ آمنوا اتقوا الله حقَّ تُقَاتِه ولا تموتنَّ إلا وأنتم مسلمون}
{ يا أيها الناس اتقوا ربكمُ الذي خلقكُمَ من نفسٍ واحدةٍ وخلَقَ منها زوجها وبثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذيتساءلُون به والأرحام إنّ الله كان عليكم رقيباً } { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسولَهُ فقدْ فاز فوزاً عظيماً }
 أما بعد : فإن خيرَ الحديثِ كتابُ الله, وخيرَ الهدْيِ هديُ محمَّدٍ ﷺ وشرّ الأمُورِ محُدثاتِها, وكُلّ مُحدثةٍ بِدعةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ, وكلَّ ضلالةٍ في النار
.قال الشيخ الألباني رحمه الله :
 خطبة الحاجة التي كان النبي ﷺ يعلمها أصحابه , والتي تشرعبين يدي كل خطبة وخاصة خطبة الجمعة .أه
 وقال رحمه الله : المعروف أن النبي ﷺ كان يذكر اسمه الشريف في الشهادة في الخطبة, وأما أنه كان ﷺ يأتي بالصلاة عليه ﷺ فمما لا أعرفه في حديث صحيح .أه ـ
[ الأجوبة النافعة ۹۶ , ۹۷ ]
[ خطبة الحاجة۳۰,۷,۶ ]
[ تمام المنة ۳۳۴،۳۳۵ ]
قال الشيخ رحمه الله : ولا يفوتني التنبيه على أن لفظ (نستهديه) زيادةٌ لا أصل لـهافي شيء من طرق الحديث. وهذه الزيـادة أسمعهـا كثيراً من بعض الخطباء, ولذلك لزم التنبيه عليها لأن الأذكار والأوراد توقيفية كما هو معلوم من السنة عند أهل السنة.أه ـ
[ النصيحة ۸۸ ]

صحيح الأذكار للألباني رحمه الله

ما معنى جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء؟

ما معنى جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء؟

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال :
" تَعَوَّذُوا بالله من جَهْدِ البلاء ، وَدَرَكِ الشقاء ، وَسُوءِ القضاء  ، وشماتة  الأعداء "
[ رواه البخاري ومسلم ]

1- ( جهد البلاء ) :
وهو كل ما أصاب المرءَ من شدة ومشقة ، وما لا طاقةَ له به .
- ويدخل في ذلك : المصائب والفتن التي تجعل الإنسان يتمنى الموت بسببها.
- ويدخل في ذلك : الأمراض التي لا يقدر على تحملها أو علاجها.
- ويدخل في ذلك : الديون التي لا يستطيع العبد وفائها .
- ويدخل في ذلك : الأخبار المُنغِّصة التي تملأ قلبه بالهموم والأحزان والنكد ، وتشغل قلبه بما لا يصبر عليه.
- ويدخل في ذلك : ما ذكره بعض السلف من : قِلَّةُ المالِ مع كثرة العيال.

2- ( درك الشقاء ) :
أي : أعوذ بك أن يدركني الشقاء ويلحقني.
- والشقاء ضد السعادة ، وهو دنيوي وأخروي !

- الدُنيوي : هو انشغال القلب والبدن بالمعاصي ، واللهث وراء الدنيا والملهيات ، وعدم التوفيق.

- وأما الأُخروي : فهو أن يكون المرء من أهل النار والعياذ بالله.
فإذا استعذت بالله من درك الشقاء ، فأنت بهذه الإستعاذة تطلب من الله ضده ، ألا وهو السعادة في الدنيا والآخرة.

3- ( سوء القضاء )  :
وهو أن تستعيذ بالله من القضاء الذي يسوؤك ويحزنك ..
ولكن إن أصابك شيء مما يسوء ويحزن ، فالواجب هو الصبر مع الإيمان بالقدر خيره وشره ، وحلوه ومره.

- ويدخل في الإستعاذة من سوء القضاء : أن يحميك الله من إتخاذ القرارت الخاطئة التي تضرك في أمر دينك ودنياك.
فإن من الناس من لا يوفق في اتخاذ القرار المناسب ، وقد يجور في الحكم ، أو الوصية ، أو في العدل بين أولاده.

4- ( شماتة الأعداء ) :
الإنسان في الغالب ، لا يسلم ممن يعاديه..
وعدوك يفرح إذا حصل لك ما يسوؤك ، ويَغْتَمُّ إذا حصل لك ما يُفرِحُك ، أو رأى نعمةً متجددة لك.

- فأنت بهذه الاستعاذة ، تسأل الله أن لا يفرح أعداءَك وحُسَّادَك بك ، وأن لا يجعلك مَحَلَّ شماتةٍ وسُخريهٍ لهم ، سواء كانت عداوتهم لك دينية ، أو دنيوية.
- واحرص أيها المسلم أن لا تكون من الشامتين ، فإن ذلك من سوء الأخلاق ، ولأن الإنسان قد يشمت بأخيه ، فلا يلبث أن يُبتَلى بمثل ما ابتلي به غيره !

- فقد تشمت بمريض فتُبتلى بالمرض ، وقد تشمت بفقير فتُبتلى بالفقر ، بل قد تشمت بمن ابْتُلي بمعصية فتُبتلى والعياذ بالله في دينك .

كيف تكون سعيداً

كيف تكون سعيداً ؟؟ قال الألباني رحمه الله : يغنيك عن الدنيا مصحف شريف، وبيت لطيف، ومتاع خفيف، وكوب ماء ورغيف، وثوب نظيف ، العزلة مملكة الأفكار ، والدواء في صيدلية الأذكار ، وإذا أصبحت طائعاً لربك، وغناك في قلبك، وأنت آمن في سربك، راضٍ بكسبك، فقد حصلت على السعادة، ونلت الزيادة، وبلغت السيادة واعلم أن الدنيا خداعة، لا تساوي هم ساعة، فاجعلها لربك سعياً وطاعة . أتحزن لأجل دنيا فانية ؟! أنسيت الجنان ذات القطوف الدانية ؟! أتضيق والله ربك ! آتبكي والله حسبك ! الحزن يرحل بسجدة.. والبهجة تأتي بدعوة ...العافية إذا دامت جُهلت ، و إذا فُقدت عُرفت ، فاشكروا الله دائماً فالجلوس بعد السلام من الصلاةالمكتوبه  من أعظم الأوقات التي تنزل فيها رحمة الله عز وجل لا تستعجل بالقيام . استغفر ، وسبح  واقرأ آية الكرسي  لاتنس بأنكَ في ضيافة الرحمن عز وجل .(فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب ) خطوة إلى الجنة

الجمعة، 13 مارس 2020

قصة قصيرة

قصة قصيرة

قام أبو يزيد البسطاني يتهجد الليل، فرأى طفله الصغير
يقوم بجواره فأشفق عليه لصغر سنه و لبرد الليل و مشقة السهر .
فقال له: ارقد يا بني فأمامك ليل طويل .
فقال له الولد: فما بالك أنت قد قمت؟
فقال: يا بني قد طلب مني أن أقوم له .
فقال الغلام: لقد حفظت فيما انزل الله في كتابه: " إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه و ثلثه و طائفة من الذين معك" فمن هؤلاء الذين قاموا مع النبي صلى الله عليه وسلم؟
فقال الأب : إنهم أصحابه.
فقال الغلام :فلا تحرمني من شرف صحبتك في طاعة الله،
فقال أبوه : وقد تملكته الدهشة، يا بني أنت طفل و لم تبلغ الحلم بعد
فقال الغلام: يا أبت إني أرى أمي و هي توقد النار تبدأ بصغار قطع الحطب لتشعل كبارها فأخشى أن يبدأ الله بنا يوم القيامة قبل الرجال إن أهملنا في طاعته.
فانتفض أبوه من خشية الله و قال: قم يا بنى فأنت أولى بالله من أبيك .