الجمعة، 18 مارس 2016

الصدق والخوف من الله

من علامات الصدق الخوف من الله والزهد في الحياة ، فالصادق في يقينه يخاف أن يأكل من حرام، ويتحمل الفقر والمشقة طمعا في دار السلام ، وإن أتى ذنبا فإنه لا ينام ، حتى يعود إلى ربه ، ويتبرأ من ذنبه .

قا ل ابن جرير الطبرى : كنت في مكة في موسم الحج فرأيت رجلا من خرسان ينادي ويقول : يا معشر الحجاج ، يا أهل مكة من الحاضر والبادي ، فقدت كيسا فيه ألف دينار ، فمن رده إلى جزاه الله خيرا وأعتقه من النار ، وله الأجر والثواب يوم الحساب .

فقام إليه شيخ كبير من أهل مكة فقال له : يا خرساني بلدنا حالتها شديدة ، وأيام الحج معدودة ، ومواسمه محدودة ، وأبواب الكسب مسدودة ، فلعل هذا المال يقع في يد مؤمن فقير وشيخ كبير ، يطمع في عهد عليك ، لو رد المال إليك ، تمنحه شيئا شيئا يسيرا ، ومالا حلالا .

قال الخرساني : فما مقدار حلوانه ؟ كم يريد ؟

قال الشيخ الكبير : يريد العشر مائة دينار عشر الألف .

فلم يرض الخرسانى وقال : لا أفعل ولكنى أفوض أمره إلى الله ، وأشكوه إليه يوم نلقاه ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .

قال ابن جرير الطبرى: فوقع في نفسي أن الشيخ الكبير رجل فقير ، وقد وجد كيس الدنانير ويطمع في جزء يسير ، فتبعته حتى عاد إلى منزله ، فكان كما ظننت ، سمعته ينادى على امرأته ويقول : يا لبابة .

فقالت له : لبيك أبا غياث .

قال : وجدت صاحب الدنانير ينادي عليه ، ولا يريد أن يجعل لواجده شيئا ، فقلت له : أعطنا منه مائة دينار ، فأبى وفوض أمره إلى الله ، ماذا أفعل يا لبابة ؟ لا بد لى من رده ، إنى أخاف ربى ، أخاف أن يضاعف ذنبي .

فقالت له زوجته : يا رجل نحن نقاسي الفقر معك منذ خمسين سنة ، ولك أربع بنات وأختان وأنا وأمي ، وأنت تاسعنا ، لا شاة لنا ولا مرعى ، خذ المال كله ، أشبعنا منه فإننا جوعي , واكسنا به فأنت بحالنا أوعى ، ولعل الله عز وجل يغنيك بعد ذلك ، فتعطيه المال بعد إطعامك لعيالك ، أو يقضي الله دينك يوم يكون الملك للمالك .

فقال لها يا لبابة : أآكل حراما بعد ست وثمانين عاما بلغها عمري ، وأحرق أحشائي بالنار بعد أن صبرت على فقرى ، وأستوجب غضب الجبار، وأنا قريب من قبرى ، لا والله لا أفعل .

قال ابن جرير الطبري : فانصرفت وأنا في عجب من أمره هو وزوجته ، فلما أصبحنا في ساعة من ساعات من النهار، سمعت صاحب الدنانير ينادى ...

يقول : يا أهل مكة ، يا معاشر الحجاج ، يا وفد الله من الحاضر والبادي ، من وجد كيسا فيه ألف دينار، فليرده إلى وله الأجر والثواب عند الله .

فقام إليه الشيخ الكبير ، وقال : يا خرساني قد قلت لك بالأمس ونصحتك ، وبلدنا والله قليلة الزرع والضرع ، فجد على من وجد المال بشئ حتى لا يخالف الشرع ، وقد قلت لك أن تدفع لمن وجده مائة دينار فأبيت ، فإن وقع مالك في يد رجل يخاف الله عز وجل ، فهلا أعطيتهم عشرة دنانير فقط بدلا من مائة ، يكون لهم فها ستر وصيانة ، وكفاف وأمانة .

فقال له الخرساني : لا أفعل ، وأحتسب مالي عند الله ، وأشكوه إليه يوم نلقاه ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .

قال ابن جرير الطبري : ثم افترق الناس وذهبوا ، فلما أصبحنا في ساعة من ساعات من النهار ، سمعت صاحب الدنانير ينادي ذلك النداء بعينه ويقول : يا معاشر الحجاج ، يا وفد الله من الحاضر والبادي ، من وجد كيسا فيه ألف دينار فرده على له الأجر والثواب عند الله .

فقام إليه الشيخ الكبير فقال له : يا خرساني ، قلت لك أول أمس امنح من وجده مائة دينار فأبيت ، ثم عشرة فأبيت ، فهلا منحت من وجده دينارا واحدا ، يشتري بنصفه إربة يطلبها ، وبالنصف الأخر شاة يحلبها ، فيسقى الناس ويكتسب ، ويطعم أولاده ويحتسب .

قال الخرسانى : لا أفعل ولكن أحيله على الله وأشكوه لربه يوم نلقاه ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .

فجذبه الشيخ الكبير ، وقال له : تعال يا هذا وخذ دنانيرك ودعني أنام الليل ، فلم يهنأ لي بال منذ أن وجدت هذا المال .

يقول ابن جرير : فذهب مع صاحب الدنانير ، وتبعتهما ، حتى دخل الشيخ منزله ، فنبش الأرض وأخرج الدنانير وقال : خذ مالك ، وأسأل الله أن يعفوي عنى ، ويرزقني من فضله .

فأخذها الخرسانى وأراد الخروج ، فلما بلغ باب الدار ، قال : يا شيخ مات أبي رحمه الله وترك لى ثلاثة آلاف دينار ، وقال لي : أخرج ثلثها ففرقه على أحق الناس عندك ، فربطتها في هذا الكيس حتى أنفقه على من يستحق ، والله ما رأيت منذ خرجت من خرسان إلى ههنا رجلا أولى بها منك ، فخذه بارك الله لك فيه ، وجزاك خيرا على أمانتك ، وصبرك على فقرك ، ثم ذهب وترك المال .

فقام الشيخ الكبير يبكى ويدعو الله ويقول : رحم الله صاحب المال في قبره ، وبارك الله في ولده .

قال ابن جرير : فوليت خلف الخراساني فلحقني أبو غياث وردني ، فقال لي إجلس فقد رأيتك تتبعني في أول يوم وعرفت خبرنا بالأمس واليوم ، سمعت أحمد بن يونس اليربوعي يقول : سمعت مالكا يقول : سمعت نافعا يقول : عن عبد الله بن عمر أن النبي  صلى الله عليه وسلم قال : لعمر وعلي رضي الله عنهما ، إذا أتاكما الله بهدية بلا مسألة ولا استشراف نفس ، فاقبلاها ولا ترداها ، فترداها على الله عز وجل ، وهذه هدية من الله والهدية لمن حضر   .

ثم قال : يا لبابة ، يا فلانة ، يا فلانة ، وصاح ببناته والأختين وزوجته وأمها ، وقعد وأقعدني ، فصرنا عشرة ، فحل الكيس وقال : أبسطوا حجوركم فبسطت حجري ، وما كان لهن قميص له حجر يبسطونه ، فمدوا أيديهم ، وأقبل يعد دينارا دينارا ، حتى إذا بلغ العاشر إلي ، قال : ولك دينار ، حتى فرغ من الكيس ، وكان فيه ألف دينار ، فأعطانى مائة دينار .

يقول ابن جرير الطبرى : فدخل قلبي من سرور غناهم أشد من فرحى بالمائة دينار ، فلما أردت الخروج قال لي : يا فتى إنك لمبارك ، وما رأيت هذا المال قط ولا أملته ، وإني لأنصحك أنه حلال فاحتفظ به ، واعلم أني كنت أقوم فأصلي الفجر في هذا القميص البالى ، ثم أخلعه حتى تصلى بناتي واحدة واحدة ، ثم أخرج للعمل إلى ما بين الظهر والعصر ، ثم أعود في آخر النهار بما فتح الله عز وجل على من تمر وكسيرات خبز ، ثم أخلع ثيابى لبناتى فيصلين فيه الظهر والعصر ، وهكذا فى المغرب والعشاء الآخرة ، وما كنا نتصور أن نرى هذه الدنانير ، فنفعهن الله بما أخذن ، ونفعني وإياك بما أخذنا ، ورحم صاحب المال في قبره ، وأضعف الثواب لولد ، وشكر الله له   .

قال ابن جرير : فودعته ، وأخذت مائة دينار ، كتبت العلم بها سنتين ، أتقوت بها وأشتري منها الورق وأسافر وأعطي الأجرة ، وبعد ستة عشر عاما ذهبت إلى مكة  ، وسألت عن الشيخ ، فقيل إنه مات بعد ذلك بشهور ، وماتت زوجته وأمها والأختان ، ولم يبق إلا البنات ، فسألت عنهن فوجدتهن قد تزوجن بملوك وأمراء ، وذلك لما انتشر خبر صلاح والدهن فى الآفاق ، فكنت أنزل على أزواجهن ، فيأنسون بي ويكرموني حتى توفاهن الله ، فبارك الله لهم فيما صاروا إليه .

الجمعة، 11 مارس 2016

لماذا نقرأ سورة الكهف يوم الجمعة

لماذا_نقرأ_سورة_الكهف_يوم_الجمعة ⁉
🍯 سورة الكهف.. تشمل:
4  قصص =  4  فتن=  4  قوارب نجاة
 1 -  أصحاب الكهف = فتنة الدين
قصة شباب مؤمنين كانوا يعيشون في بلده كافرة فعزموا على الهجرة والفرار بدينهم بعد مواجهة بينهم وبين قومهم.
 كافأهم الله برحمة الكهف ورعاية الشمس... استيقظوا فوجدوا القرية مؤمنة بكاملها!
 قارب النجاة منها: (الصحبة الصالحة).
 2 - صاحب الجنتين = فتنة المال والولد
قصة رجل أنعم الله عليه فنسى وأهان النعمة.. فطغى وتجرأ على ثوابت الايمان بالطعن والشك ولم يحسن شكر النعمة رغم تذكرة صاحبه.
 هلاك الزرع والثمر.. الندم حين لا ينفع الندم!
 قارب النجاة منها: (معرفة حقيقة الدنيا).
3 - موسى والخضر = فتنة العلم
عندما سئل موسى من أعلم أهل الأرض فقال أنا.
 فأوحى الله اليه أن هناك من هو أعلم منك فسافر إليه موسى ليتعلم منه كيف أن الحكمة الإلهية قد تغيب أحياناً ولكن مدبرها حكيم. مثال: السفينة.. الغلام
 قارب النجاة منها: (التواضع).
 4 - ذي القرنين = فتنة السلطة
قصة الملك العظيم الذي جمع بين العلم والقوة وطاف الأرض يساعد الناس وينشر الخير في ربوعها..
 تغلب على مشكلة يأجوج ومأجوج ببناء السد واستطاع توظيف طاقات قوم لا يكادون يفقهون قولا!
 قارب النجاة منها: (الإخلاص).
•• في وسط السورة يظهر أن ابليس هو المحرك الأساسي للفتن (أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا)
🌿 ماعلاقة سورة الكهف بالمسيح الدجال؟
 سيظهر الدجال قبل القيامة بأربع فتن:
•  يطلب من الناس عبادته من دون الله (فتنة الدين).
• سيأمر السماء بالمطر ويفتن الناس بما في يديه من أموال (فتنة المال).
•  فتنة العلم لما يخبر الناس به من أخبار (فتنة العلم).
•  يسيطر على أجزاء كبيرة من الأرض (فتنة السلطة).
🍯 قوارب النجاة:
 1 - الصحبة الصالحة: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) (الكهف:٢٨).
 2 - معرفة حقيقة الدنيا: (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً).
 3 - التواضع: (قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمراً).
 4 - الإخلاص: ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً).
•• اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن 🏻
🍯 فهل عرفتم سر قراءة سورة الكهف يوم الجمعة و دورها في الوقاية من فتن الدنيا وفي العصمة من المسيح الدجال

السبت، 5 مارس 2016

من الحكمة في الطب والمواعظ التي تكتب بماء الذهب .

من الحكمة في الطب والمواعظ التي تكتب بماء الذهب .


قال الإمام علي رضي الله عنه: إن في القرآن لآيه تجمع الطب كله " وكلوُا واشرَبوُا ولاَ تسرفوا ".
وقال عمر رضي الله عنه: إياكم والبطنة فإنها مكسلة عن الصلاة ومفسدة للجسم ومؤدية إلى السقم وعليكم بالقصد في قوتكم فهو أبعد من الترف وأصح للبدن وأقوى على العبادة والعبد لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه.
ذكر عند الإمام مالك أمر الباءة فقال: هو نور وجهك ومخ ساقيك فأقل منه.
من أقوال أبقراط الحكيمة في الطب: كل مرض معروف السبب موجود الشفاء.
((أبقراط)) : إن الناس اغتذوا في حالة الصحة بأغذية السباع وهو يعني اللحوم فأمرضهم. فغدوناهم بأغذية الطير فصحوا. وهو يعني الأعشاب والحبوب والخضار إنما نأكل لنعيش ولا نعيش لنأكل.
((أبقراط)) : يتداوى كل عليل بعقاقير أرضه. فإن الطبيعة تفزع إلى عادتها.
((أبقراط)) :الإقلال من الضار خير من الإكثار من النافع. إعطاء المريض بعض ما يشتهيه أنفع من اخذه بكل ما يشتهيه.
وقال ((أبقراط)) :استديموا الصحة بترك التكاسل عن التعب وبترك الامتلاء من الطعام والشراب .
وعن(( يتاذوق)) عاش في عصر بني أميه وقد سأله أحد الملوك أن يصف له ما يعتمد عليه ويعمل به أيام حياته ليبقى سليماً قال: لا تأكل طعامك وفي معدتك طعام. لا تأكل ما تضعف أسنانك عن مضغه. فتضعف معدتك عن هضمه. لا تشرب الماء على الطعام حتى تفرغ ساعتين فإن أصل الداء التخمة . وأصل التخمة شرب الماء على الطعام.لا تحبس البول وإن كنت راكباً. عليك بدخول الحمام في كل يومين مرة واحدة فإنه يخرج من جسدك ما لا يصل إليه الدواء. عليك في كل فصل قيئة ومسهلة. لا تكثر الجماع فإنه يقتبس من نار الحياة. لا تجامع العجوز فذلك يورث الموت الفجأة. ولما سمع الملك ذلك الكلام أمر كاتبه أن يكتبه بماء الذهب. وعمل به فلم يعتل في حياته حتى جاءه الموت الذي لابد منه.
ومن حكم الشيخ((ابن سينا)) المفيد الطبية قال: يداوي كل عليل بعاقير أرضه فإن الطبيعة متطلعة إلى هوائها ونازعة إلى غذائها.
قال ابن القيم رحمه الله :
أربعة تهدم البدن : الهم , والحزن ,والجوع ,والسهر .
وأربعة تفرح : النظر الي الخضرة , والي الماء الجاري , والحبوب , والثمار .
وأربعة تظلم البصر : المشي حافيا , والتصبح والتمسي بوجه البغيض والثقيل والعدو , وكثرة البكاء , وكثرة النظر فى الخط الدقيق .
وأربعة تقوي الجسم : لبس الثوب الناعم , ودخول الحمام المعتدل , وأكل الطعام الشهي , وشم الروائح الطيبة .
وأربعة تيبس الوجه , وتذهب ماؤه وبهجته وطلاوته : الكذب , والوقاحة , وكثرة السؤال عن غير علم , وكثرة الفجور .
وأربعة تزيد فى ماء الوجه وبهجته : المروءة , والوفاء , والكرم , والتقوى.
وأربعة تجلب البغضاء والمقت : الكبر , والحسد , والكذب , والنميمة .
وأربعة تجلب الرزق : قيام الليل , وكثرة الاستغفار بالأسحار , وتعاهد الصدقة , والذكر أول النهار وآخره.
وأربعة تمنع الرزق : نوم الصبحة , وقلة الصلاة , والكسل , والخيانة .
وأربعة تضر بالفهم والذهن : ادمان أكل الحامض والفواكه , والنوم على القفا , والهم , والغم .
وأربعة تزيد فى الفهم : فراغ القلب , وقلة التملي من الطعام والشراب , وحسن تدبير الغذاء بالاشياء الحلوة والدسمة , واخراج الفضلات المثقلة للبدن .
ومما يضر بالعقل : ادمان أكل البصل , والباقلاء , والزيتون , والباذنجان , وكثرة الجماع , والوحدة , والافكار , والسكر , وكثرة الضحك ,والغم .


مواعظ مأثورة ولآليء منثورة .

مواعظ مأثورة ولآليء منثورة .

قالوا ينبغي للعاقل ان يتأدب بخصال فيها صلاح دنياه ودينه. منها ان لا يثق بامرأةٍ ,ولا يملكها شيئاً من أمره. ولا يصاحب من لا يحمد طريقته ودينه. ولا يدخل بيت الفجار ,ولا الفواحش, ومن يطلبه السلطان. ولا يمد رجله في مجلس. ولا يعبث بصدره ووجهه اذا يحدث. أو لاينزل في موضع مخوف. ولايسكن أرضاُ ليش فيها أربعة أشياء : سلطان عادل وطبيب عالم وماء جار وأدوية موجودة .ولا أرضاً قد استرذلتها الملوك. ولا أرضا كثيرة الأمراض قليلة الثمار والخير ,ولا يأكل ,ولاينام ولايجامع في وقت طلوع الشمس .ويكون شغله عند طلوع الشمس وغروبها عبادة الله ولا ينام في الأنداء فإنها تورث السقم ,ولا يسير في ظلمة الليل إلا ومعه سراج وعصا وعمامة ورفيق يثق به ولا يبزق في أفنية المسجد ولا يغتر بالسياحه ولا يركب من الدواب صعبا ولا ما يلتام به ولا يجلس في مربعة ينشب إليها الطريق ولا يديم النظر في الكتب فإنها تظر بالحواس وتمرض النفس.ولا يجلس إلا حيث يجلس. ويكرم والديه وقرابته وضيفه ومؤدبه ويعظم المشيخه وأهل الدين. ولا يلبس ثوبا محقورا ولا مشهورا وليكن حلينا وقورا سمحاُ سخياُ بعيداُ من الشرمن الشر وأهله ولايطلب الرزق بالصناعه والدنية والأسباب الضعفيه .ولا يفشي سراُ ,إلا لمن جربه ويوثق به. ولا يكثر التشكي إلى الناس .وفإن ذلك يسر العدو. ويجرئه عليه ,ويسوء الصديق. ويلقى كل احد بما يحب ان يلقاه به غيره . ويتفقد من قرابته وحشمه مايتفقد من امر نفسه. فإن الإستيثار دونهم بالنعمه من اللئم .
واعلم أن اصل الذنوب عشر خصال ,يكتسب بثلاث باليد واللسان والقلب. فإما اللذي يعمل باليد فالقتل والسرقه .وإما باللسان فالنميمة والكذب والاستهزاء والشتم والشهادة الزور. وإما بالقلب فالكفر بالله العظيم ,والحسد والحقد واللفكر الرديه.
فكن من ذلك محتفظاُ ولأهله مباعداُ ولا ترد سائلاُ سألك . ولو تناوله تمرة او كسرة ولا تظر أحداُ نزلت به بليه. ولا تشمت به واسأل ربه للعافية منها .ولا تستطيل على احد من فظل او علم او قوه. وإياك والبغي عند الظهر ,والاعتذار عند الأمن والبطر عند الرخاء.ولا تفخر على احد فإن الفخر والعظمه لله وإذا رأيت على احد نعمة في دين او دنيا ,فإعرف سبب تلك النعمه ثم التمسها بذلك السبب والتزم الصمت إلا فيما لا تجد بداُ من الكلام فيه ولا تحتمل على بدنك ولسانك فوق طاقتك ولا تسع إلا في إحدى ثلاث خصال : تزود لمعاد أو مصلحة لمعاش غير آثم وطلب لذة في غير محرم ولا تغتر بما أوتيت من الدنيا ولا تأسف على ما فاتك منها فإن العيش فيها قليل والانتقال منها قريب وكل ما فيها حلم وغرور.