الأربعاء، 4 أبريل 2018

صاحب النقب


كان مسلمة بن عبدالملك يُحاصر ذات يوم حصناً، واستعصى فتح الحصن على الجنود، فوقف مسلمة يخطب بينهم ويقول لهم: "أما فيكم أحد يقْدِم فيحدث لنا نقباً في هذا الحصن؟". وبعد قليل تقدم جندي ملثم، وألقى بنفسه على الحصن، واحتمل ما احتمل من أخطار وآلام، حتى أحدث في الحصن نقباً كان سبباً في فتح المسلمين له، وعقب ذلك نادى مسلمة في جنوده قائلاً: "أين صاحب النقب؟". فلم يجبه أحد، فقال مسلمة: "عزمتُ على صاحب النقب أن يأتي للقائي، وقد أمرت الآذن بإدخاله علي ساعة مجيئه".
وبعد حين أقبل نحو الآذن شخص ملثم، وقال له: "استأذن لي على الأمير"، فقال له: "أأنت صاحب النقب؟". فأجاب: "أنا أخبركم عنه، وأدلكم عليه"، فأدخله الآذن على مسلمة، فقال الجندي الملثم للقائد: "إن صاحب النقب يشترط عليكم أموراً ثلاثة: ألا تبعثوا باسمه في صحيفة إلى الخليفة،وألا تأمروا له بشيء جزاء ما صنع، وألا تسألوه من هو؟". فقال مسلمة: "له ذلك، فأين هو؟" فأجاب الجندي في تواضع واستحياء: "أنا صاحب النقب أيها الأمير، ثم سارع بالخروج".
فكان مسلمة بعد ذلك لا يصلي صلاة إلا قال في دعائها: "اللهم اجعلني مع صاحب النقب يوم القيامة".[1][2]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق