الجمعة، 27 أبريل 2018

بلعم ابن باعوراء

قال تعالى في سورة الأعراف :Ra bracket.png وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ Aya-175.png وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى ٱلأَرْضِ وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ ٱلْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَٱقْصُصِ ٱلْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ Aya-176.png La bracket.png
نزلت هذه الأيات العظيمة في رجل من أهل اليمن يقال له بلعم ابن باعوراء آتاه الله آياته فتركها وقال مالك بن دينار كان من علماء بني إسرائيل وكان مجاب الدعوة يقدمونه في الشدائد بعثه نبي الله موسى عليه السلام إلى ملك مدين يدعوه إلى الله
اجتمع قوم الجبارون إلى بلعم بن باعوراء: وقالوا إن موسى وقومه عليه السلام جاء ليقتلنا ويخرجنا من ديارنا، فادع الله عليهم !وكان بلعم يعرف اسم الله الأعظم، فقال لهم كيف أدعو على نبي الله والمؤمنين ومعهم الملائكة،فراجعوه في ذلك وهو يمتنع عليهم.
فأتوا امرأته وأهدوا لها هدية وطلبوا إليها أن تحسن لزوجها أن يدعو على بني إسرائيل ! فقالت له في ذلك ! فامتنع، فلم تزل به حتى قال أستخير ربي فاستخار الله تعالى، فنهاه في المنام، فأخبرها بذلك، فقالت راجع ربك. فعاد الاستخارة فلم يرد جواب. فقالت لو أراد ربك لنهاك. ولم تزل تخدعه حتى أجابها.
بلعام والملائكة
فركب حماراً له متوجهاً إلى جبل يشرف على بني إسرائيل ليقف عليه ويدعو عليهم وعلى نبيهم موسى عليه السلام، فما مشى عليها إلا قليلاً حتى ربض الحمار فضربه حتى قام فركبه، فسار قليلاً فربض، ففعل ذلك ثلاث مرات. فلما اشتد ضربه في الثالثة فأنطقها الله :
ويحك يا بلعم أين تذهب؟ أما ترى الملائكة تردني ؟ فلم يرجع، فأطلق الله الحمار حينئذ فسار حتى أشرف على بني إسرائيل فكان كلما أراد أن يدعو عليهم، ينصرف لسانه إلى الدعاء لهم، وإذا أراد أن يدعو لقومه انقلب دعاءه عليهم. فقالوا له في ذلك ؟ فقال هذا شيء غلب الله عليه، واندلع لسانه فوقع على صدره، فقال الآن خسرت الدنيا والآخرة.
ولم يبق إلا المكر والحيلة وأمرهم أن يزينوا النساء ويعطوهن السلع للبيع ويرسلوهن إلى العسكر ولا تمنع امرأة نفسها ممن يريدها، وقال إن زنى منهم رجل واحد كفيتموهم. ففعلوا ذلك ودخل النساء عسكر بني إسرائيل، فأخذ زمرى بن شلوم وهو رأس سبط شمعون بن يعقوب امرأة، وأتى بها إلى موسى عليه السلام فقال له أظنك تقول أن هذا حرام فوالله لا نطيعك ! ثم أدخلها خيمة فوقع عليها ! فأنزل الله عليهم الطاعون.
وكان صحاح بن عيراد بن هارون صاحب عمه موسى غائباً، فلما جاء رأى الطاعون قد استقر في بني إسرائيل، وكان ذا قوة وبطش. فقصد زمرى فرآه مضاجع المرأة فطعنها بحربة بيده، ورفع الله الطاعون. وقد هلك في تلك الساعة عشرون ألفاً، وقيل: سبعون ألفاً. وهي أول فتنة في بني إسرائيل فتنة النساء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق