الجمعة، 12 أكتوبر 2018

علموا أولادكم ؛ فلولا فصاحتهم لضربت أعناقهم

لما تولى الحجاج بن يوسف الثقفي شؤون العراق ، أمر مرؤوسه أن يطوف بالليل ،
فمن وجده بعد العشاء ضرب عنقه فطاف ليلة فوجد ثلاثة صبيان ،
فاتّجَهَ إلَيْهِمْ وسألهم : من أنتمْ حتى خالفتم أوامر الحجاج .. ؟
فقال الأول :
أنا ابن الذي دانت الرقاب له * ما بين مخزومها وهاشمها
تأتي إليــْـه الرقــَـاب صاغرة * يأخـُـذ من مالها ومن دمها
قال لعله من أقارب الأمير !!!
وقال الثانِي :
أنا ابن الذي لا يَنـْزل الدهر قدره * وإن نزلت يوما فسوف تعودُ
ترى الناس أفواجا إلى ضوء ناره * فمنهم قيــَـام حولها وقعودً
وقال الثالث :
أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه * وقـَومها بالسيف حتى استقامتِ
ركـَابـَاه لا تنــْـفك رجــْــلاه عنهما * إذا الْخيــْــل في يوم الكريهة ولتِ
فلما أصبح رفع أمرهم إلى الحجاج فأحضرهم ، وكشف عن حالهم .. ؟
فإذا الأول ابن حجّام !!!
والثانِي ابن فوّال !!!
والثالث ابن حائك !!!
فتعجب الحجاج من فصاحتهم ، وقال لجلسائه :
علموا أولادكم ؛ فلولا فصاحتهم لضربت أعناقهم ، ثم أطلقهم ، ثم أنشد أبياتِ
علي بن أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ :
كن ابن من شئت واكتسب أدبا * يغنيــك مَحمــُـوده عن النسبِ
إن الفتى من يقــــُــول ها أنا ذا * ليس الفتى من يقول كان أبِي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق