كلاب ابن امية ...
اعجبتني للغاية
* كان لأمية الكناني ولد اسمه كلاب،
وكان شابا صالحا،
وحين سمع. أن الجهاد أفضل الأعمال في الإسلام وذروة سنامه ،
ذهب إلى
عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،
وقال له : أرسلني إلى الجهاد،
قال عمر : أحي والداك ؟
قال : نعم ، قال : فاستأذنهما ، فاستأذنهما وبعد إلحاح شديد، وافقا على مضض،
فقد كان وحيدهما
وكان شديد البر بهما ،
يؤنسهما ويساعدهما
في كل شؤونهما ،
ذهب كلاب إلى الجهاد ،
ومرت الأيام على الأبوين
بطيئة ثقيلة ،
وما لبِث أن اشتد الشوق بالوالد. فصار البكاء
رفيقه في ليله ونهاره ،
وذات يوم جلس أمية تحت شجرة ، فرأى حمامه تُطعم فراخها فجعل ينظر،
وينشد :
* لمن شيخان قد نشدا كلابا ...
كتاب الله لو عقلا الكتابا
* تركت أباك مرعشة يداه ...
وأمك لا تسيغ لها شرابا
* طويلا شوقه يبكيك فردا ...
على حزن ولا يرجوا الإياب
* إذا هتفت حمامة التياعا ...
على بيضاتها ذكرا كلابا !! .
ثم اشتد حزن أمية على ولده كلاب ،
وطال بكاؤه حتى أصابه
ما أصاب يعقوب عليه السلام ، فابيضت عيناه من الحزن ،
وفقد بصره ، وصار
لا يفتر عن ذكر ولده،
ومن شدة ما في قلبه ..
أخذ يدعو على
عمر بن الخطاب رضي الله عنه، !
ويقول شعراً :
* أعاذل قد عذلت بغير علم ...
وما تدرى أعاذل ما ألاقي
* إن الفاروق لم يردد كلابا ...
على شيخين سامهما فراق
* سأستعدى على الفاروق رباً ...
له دفع الحجيج إلى بساق
* وادعو الله مجتهداً عليه ...
ببطن الأخشبين إلى زقاق.
فما كان من أحد أصحابه
إلا أخذ بيده حتى أقبل به
على حلقة عمر بن الخطاب وأجلسه فيها، وهو لا يدرى ،
ثم قال له صاحبه :
يا أبا كلاب ،
قال: نعم،
قال: أنشدنا من أشعارك ،
ولشدة تعلقه بولده ، فإن أول
ما تبادر إلى ذهنه :
* إن الفاروق لم يردد كلابا
على شيخين سامهما فراق
* سأستعدى على الفاروق ربا
له دفع الحجيج إلى بساق
* وادعوا الله مجتهدا عليه
ببطن الأخشبين إلى زقاق
فقال عمر رضي الله عنه :
من هذا ؟
قالوا :
هذا أميه الكناني
قال عمر :
فما خبره ؟
قالوا :
أرسلت ولده إلى الثغور،
قال: ألم يأذن؟
قالوا : أذن على مضض.
فوجه عمر رضي الله عنه
من فوره أن ابعثوا إلى
كلاب ابن أمية الكناني
على وجه السرعة !،
فلما مثل كلاب بين يدي
عمر رضي الله عنه،
قال له : اجلس يا كلاب ،
فلما جلس
قال له عمر :
ما بلغ من برك بأبيك يا كلاب؟
قال : والله يا أمير المؤمنين،
ما أعلم شيئا يحبه أبي
إلا فعلته قبل أن يطلبه منى ،
ولا أعلم شيئا يبغضه أبي
إلا تركته قبل أن ينهاني عنه ،
قال عمر رضي الله عنه : زدني ! ..
قال : يا أمير المؤمنين
والله إني لا آلوه جهدي براً وإحساناً،
قال عمر : زدني ! ،
قال كلاب : كنت إذا أردت
أن أحلب له آتى من الليل
إلى أغزر ناقة في الإبل
ثم أنيخها وأعقلها
حتى لا تتحرك طوال الليل ،
ثم استيقظ قبيل الفجر
فاستخرج من البئر ماء بارداً،
فاغسل ضرع الناقة
حتى يبرد اللبن ، !!
ثم احلبه وأعطيه أبى ليشرب ، !
قال عمر : عجباً لك، !
كل هذا لأجل شربة لبن ، !
فقال عمر :
فافعل لي كما كنت تفعل لأبيك،
قال كلاب : ولكني أود الذهاب إلى
أهلي يا أمير المؤمنين ،
قال عمر : عزمت عليك يا كلاب ،
فمضى كلاب إلى الناقة
فحلب وفعل كما كان يفعل لأبيه،
ثم أعطى الإناء
لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ،
قال عمر لمن حوله :
خذوا كلاب فادخلوه في
هذه الغرفة وأغلقوا عليه الباب !!
ثم أرسل عمر إلى
الشيخ ليحضر ،
فاقبل يقاد لا يعلم ما يُراد به !،
فإذا شيخ واهن !،
قد عظم همه واشتد بكاؤه
وطال شوقه،
يجر خطاه جراً، حتى وقف
على رأس أمير المؤمنين ،
فسأله الفاروق :
يا أمية ماذا بقى من لذاتك
في الدنيا ؟!
قال : ما بقى لي من لذة
يا أمير المؤمنين ،
قال عمر : فما تشتهى؟
قال أمية : اشتهي الموت !!،
قال عمر :
أقسمت عليك يا أمية
إلا أخبرتني بأعظم
لذة تتمناها الآن !!
قال أمية :
أما وقد أقسمت علي ،
فإني أتمنى لو أن
ولدى كلابا بين يدي الآن
أضمه واشمه وأقبله قبل أن أموت،
قال عمر : فخذ هذا اللبن لتتقوى به،
قال أمية :
لا حاجة لي به يا أمير المؤمنين ،
قال عمر :
أقسمت عليك يا أمية إلا شربت من هذا اللبن، فلما أخذ الإناء وقربه من فمه،
بكى بكاءً شديداً،
وقال : والله إني لأشم رائحة
يدي ولدى كلاب في هذا اللبن،
فبكى عمر رضي الله عنه
حتى جعل ينتفض من بكائه !!
ثم قال :
افتحوا الباب !!
فاقبل الولد إلى أبيه !!
فضمه أبوه ضمة شديدة طويلة،
وجعل يقبله تارة، ويشمه تارة،
وجعل عمر رضي الله عنه يبكي،
ثم قال : إن كنت يا كلاب تريد الجنة ، فتحت قدمي هذا.
أسأل الله أن يرزقنا وإياكم ..
بر الوالدين في حياتهما وبعد مماتهما
اعجبتني للغاية
* كان لأمية الكناني ولد اسمه كلاب،
وكان شابا صالحا،
وحين سمع. أن الجهاد أفضل الأعمال في الإسلام وذروة سنامه ،
ذهب إلى
عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،
وقال له : أرسلني إلى الجهاد،
قال عمر : أحي والداك ؟
قال : نعم ، قال : فاستأذنهما ، فاستأذنهما وبعد إلحاح شديد، وافقا على مضض،
فقد كان وحيدهما
وكان شديد البر بهما ،
يؤنسهما ويساعدهما
في كل شؤونهما ،
ذهب كلاب إلى الجهاد ،
ومرت الأيام على الأبوين
بطيئة ثقيلة ،
وما لبِث أن اشتد الشوق بالوالد. فصار البكاء
رفيقه في ليله ونهاره ،
وذات يوم جلس أمية تحت شجرة ، فرأى حمامه تُطعم فراخها فجعل ينظر،
وينشد :
* لمن شيخان قد نشدا كلابا ...
كتاب الله لو عقلا الكتابا
* تركت أباك مرعشة يداه ...
وأمك لا تسيغ لها شرابا
* طويلا شوقه يبكيك فردا ...
على حزن ولا يرجوا الإياب
* إذا هتفت حمامة التياعا ...
على بيضاتها ذكرا كلابا !! .
ثم اشتد حزن أمية على ولده كلاب ،
وطال بكاؤه حتى أصابه
ما أصاب يعقوب عليه السلام ، فابيضت عيناه من الحزن ،
وفقد بصره ، وصار
لا يفتر عن ذكر ولده،
ومن شدة ما في قلبه ..
أخذ يدعو على
عمر بن الخطاب رضي الله عنه، !
ويقول شعراً :
* أعاذل قد عذلت بغير علم ...
وما تدرى أعاذل ما ألاقي
* إن الفاروق لم يردد كلابا ...
على شيخين سامهما فراق
* سأستعدى على الفاروق رباً ...
له دفع الحجيج إلى بساق
* وادعو الله مجتهداً عليه ...
ببطن الأخشبين إلى زقاق.
فما كان من أحد أصحابه
إلا أخذ بيده حتى أقبل به
على حلقة عمر بن الخطاب وأجلسه فيها، وهو لا يدرى ،
ثم قال له صاحبه :
يا أبا كلاب ،
قال: نعم،
قال: أنشدنا من أشعارك ،
ولشدة تعلقه بولده ، فإن أول
ما تبادر إلى ذهنه :
* إن الفاروق لم يردد كلابا
على شيخين سامهما فراق
* سأستعدى على الفاروق ربا
له دفع الحجيج إلى بساق
* وادعوا الله مجتهدا عليه
ببطن الأخشبين إلى زقاق
فقال عمر رضي الله عنه :
من هذا ؟
قالوا :
هذا أميه الكناني
قال عمر :
فما خبره ؟
قالوا :
أرسلت ولده إلى الثغور،
قال: ألم يأذن؟
قالوا : أذن على مضض.
فوجه عمر رضي الله عنه
من فوره أن ابعثوا إلى
كلاب ابن أمية الكناني
على وجه السرعة !،
فلما مثل كلاب بين يدي
عمر رضي الله عنه،
قال له : اجلس يا كلاب ،
فلما جلس
قال له عمر :
ما بلغ من برك بأبيك يا كلاب؟
قال : والله يا أمير المؤمنين،
ما أعلم شيئا يحبه أبي
إلا فعلته قبل أن يطلبه منى ،
ولا أعلم شيئا يبغضه أبي
إلا تركته قبل أن ينهاني عنه ،
قال عمر رضي الله عنه : زدني ! ..
قال : يا أمير المؤمنين
والله إني لا آلوه جهدي براً وإحساناً،
قال عمر : زدني ! ،
قال كلاب : كنت إذا أردت
أن أحلب له آتى من الليل
إلى أغزر ناقة في الإبل
ثم أنيخها وأعقلها
حتى لا تتحرك طوال الليل ،
ثم استيقظ قبيل الفجر
فاستخرج من البئر ماء بارداً،
فاغسل ضرع الناقة
حتى يبرد اللبن ، !!
ثم احلبه وأعطيه أبى ليشرب ، !
قال عمر : عجباً لك، !
كل هذا لأجل شربة لبن ، !
فقال عمر :
فافعل لي كما كنت تفعل لأبيك،
قال كلاب : ولكني أود الذهاب إلى
أهلي يا أمير المؤمنين ،
قال عمر : عزمت عليك يا كلاب ،
فمضى كلاب إلى الناقة
فحلب وفعل كما كان يفعل لأبيه،
ثم أعطى الإناء
لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ،
قال عمر لمن حوله :
خذوا كلاب فادخلوه في
هذه الغرفة وأغلقوا عليه الباب !!
ثم أرسل عمر إلى
الشيخ ليحضر ،
فاقبل يقاد لا يعلم ما يُراد به !،
فإذا شيخ واهن !،
قد عظم همه واشتد بكاؤه
وطال شوقه،
يجر خطاه جراً، حتى وقف
على رأس أمير المؤمنين ،
فسأله الفاروق :
يا أمية ماذا بقى من لذاتك
في الدنيا ؟!
قال : ما بقى لي من لذة
يا أمير المؤمنين ،
قال عمر : فما تشتهى؟
قال أمية : اشتهي الموت !!،
قال عمر :
أقسمت عليك يا أمية
إلا أخبرتني بأعظم
لذة تتمناها الآن !!
قال أمية :
أما وقد أقسمت علي ،
فإني أتمنى لو أن
ولدى كلابا بين يدي الآن
أضمه واشمه وأقبله قبل أن أموت،
قال عمر : فخذ هذا اللبن لتتقوى به،
قال أمية :
لا حاجة لي به يا أمير المؤمنين ،
قال عمر :
أقسمت عليك يا أمية إلا شربت من هذا اللبن، فلما أخذ الإناء وقربه من فمه،
بكى بكاءً شديداً،
وقال : والله إني لأشم رائحة
يدي ولدى كلاب في هذا اللبن،
فبكى عمر رضي الله عنه
حتى جعل ينتفض من بكائه !!
ثم قال :
افتحوا الباب !!
فاقبل الولد إلى أبيه !!
فضمه أبوه ضمة شديدة طويلة،
وجعل يقبله تارة، ويشمه تارة،
وجعل عمر رضي الله عنه يبكي،
ثم قال : إن كنت يا كلاب تريد الجنة ، فتحت قدمي هذا.
أسأل الله أن يرزقنا وإياكم ..
بر الوالدين في حياتهما وبعد مماتهما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق