الجمعة، 5 يونيو 2020

ما حكم اصطفاف الصبيان مع صفوف الرجال في الصلاة ؟

ما حكم اصطفاف الصبيان مع صفوف الرجال في الصلاة ؟

الشيخ الألباني : ما نجد في ذلك حرجا لأنه لا يوجد نص ينهى عن ذلك .

في سنن أبي داود و مسند الإمام أحمد حديث من رواية أسماء بنت أبي بكر ( أن الصفوف كانت ترتب في عهد الرسول عليه السلام الرجال فالصبيان فالنساء ) . لكن هذا الحديث في إسناده رجل اسمه شهر بن حوشب و هو ضعيف لسوء حفظه فليس هو بالملزم لتبني هذا التنظيم و الترتيب الذي جاء به هذا الحديث إلا أن هناك في الحديث الصحيح ما يشير إلى شيء مما جاء فيه ألا وهو قوله عليه السلام : ( ليلني منكم أولي الأحلام و النهى ) .

 وقد طُبّق هذا الحديث من بعض السلف بحيث أن أبي بن كعب رضي الله عنه جاء يوما و قد أقيمت الصلاة ، فأخر رجلا من خلف الإمام لعله كان شابا طبعا انزعج الشاب لكن هو ما أبه له في أول الأمر ، إلا بعد الصلاة ، بعد الصلاة التفت إليه و قال له أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا : ( ليلني منكم أولي الأحلام و النهى ) .

فتأخير غير أولي الأحلام و النهى عن الصف وراء الإمام هذا أمر مقطوع به لكن بالنسبة لتنظيم الصفوف ليس عندنا كما قلنا إلا ذاك الحديث الضعيف لكن إذا كان يترتب من وراء صف الأطفال في الصف الأول أو الثاني شيء من الإخلال فهذا نراه واقعا في بعض الأحيان ، يأتي ولد طفل صغير ، فيلعب في الصلاة فيخرج و يلعب و يعبث ، فمن أجل ضمانة استقامة الصفوف ما في مانع من التنظيم أو بمعنى أوضح ما في مانع التزام ما في حديث شهر بن حوشب ليس لأنه حديث ، لأنه غير ثابت وإنما من باب تنظيم الصفوف و عدم الإخلال بها .

فإذاً القضية في الحقيقة فيما ينتهي إليه رأي في المسألة تعود إلى الإمام الذي هو أعرف بالمصلين من خلفه فهو يرتبهم .

 بخلاف الصف الثالث الخاص بالنساء ، فذلك نظام مستمر لقوله عليه الصلاة والسلام ( خير صفوف الرجال أولها و شرها آخرها و خير صفوف النساء آخرها و شرها أولها ) . إذاً النساء لابد أن يتأخرن و لو كان وراء الإمام رجلان فلا يجوز لهن أن يقفن يمينا و يسارا لملئ هذا الفراغ .

 أما الصبيان فليس فيهم مثل هذا التحديد الذي جاء بخصوص النساء فتبقى مسألتهم تعالج على حدود الواقع و لا يوضع لها نظام ثابت .

📚 سلسلة الهدى والنور للألباني 12 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق