الاثنين، 11 يناير 2016

قصة عمرو بن كلثوم التغلبي الوائلي

قصة عمرو بن كلثوم التغلبي الوائلي
هو أبو الأسد عمرو بن كلثوم بن عمرو بن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير بن جشم بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل الشاعر والفارس المشهور( أعز العرب)من ا أهل الجزيرة ، من شعراء الطبقة الأولى ، وأمه هي ليلى بنت المهلهل ( الزير)أخي كليب، وقد اشتهرت ليلى بالأنفه وعظم النفس ، قيل أن المهلهل لما تزوج هندا بنت بعج
ولدت ليلى فقال المهلهل لأمرأته هند : اقتليها على عادة الجاهلية ، فلم تفعل ، وأمرت خادما لها أن يغيبها عن أبوها حتى لايراها ، فلما نام المهلهل هتف به هاتف يقول :
كم من فتى مؤمل،** وسيد شمــــــــــردل
وعدة لاتجهـــــــل ** في بطن بنت مهلهل
فاستيقظ مذعورا وقال : ياهند أين ابنتي ، قالت قتلتها ، قال : كلا وإله ربيعة ، وكان أول من حلف بها ، فأصدقيني ، فأخبرته ، فقال ، أحسني غذائها ، فتزوجا كلثوم بن عمرو ابن مالك ،فلما حملت بعمرو ، قالت : انه أتاني آت في المنام فقال :
يالك من ليلى من ولد ***يقدم إقدام الأسد
من جشم فيه العدد *****أقول قيلا لا فند
وفعلا ساد عمرو قومه وهو في الخامسة عشر من عمره ، وتغلب قبيلته هم من هم في الشرف والمجد ، والضخامه والسياده وأسرة عمرو سادات تغلب ورؤساؤها ، حتى قيل لو أبطأ الإسلام ، لسادت تغلب الناس ، وتخضع تغلب أسما لملوك الحيرة ، مع استقلالها التام ، في شؤونها الخاصة ، ولد عمرو في بيت عز وشرف ونشأ شجاعا كريما ، شاعرا ، فساد قومه في حياة أبيه وأصبح شاعر القبيلة .ومن أشهر قصصه ، ان الملك عمر بن هند ملك المناذرة كان جالسا يوما مع ندمائه ، فقال لهم : هل تعلمون أحدا من العرب ، تأنف أمه من خدمة أمي هند ، قالوا نعم ، أم عمرو بن كلثوم (ليلى)قال ولم ؟ قالوا : لأن أباها مهلهل بن ربيعه وعمها(كليب)وائل بن ربيعه، أعز العرب ، وبعلها كلثوم بن مالك أفرس العرب ، وابنها عمرو سيد قومه تغلب ، وكانت هند أم الملك هي عمة امرئ القيس الشاعر ، وليلى هي أخت أمه أي خالته ، فكان يربطهما هذا النسب ، فأرسل عمرو بن هند الملك إلى عمرو بن كلثوم الشاعر يستزيره ، ويسأله أن يزير أمه ليلى معه إلى أمه هند ، فأقبل عمرو بن كلثوم من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من تغلب ، وأقبلت أمه ليلى في ظعن من بني تغلب ،وأم عمرو بن هند برواقه ، فضرب فيما بين الحيرة والفرات ، وأرسل إلى وجوه العرب من مملكته ، فحضروا ،
في وجوه بني تغلب ، فدخل عمرو بن كلثوم على الملك عمرو في رواقه ، ودخلت أمه وأم الملك في قبه من جانب الرواق ، وكان عمرو بن هند أمر أمه أن تنحي الخدم إذا دعا بالطرف ، وتستخدم ليلى ، ودعا الملك عمرو بمائدة ، ثم دعا بطرف ، فقالت هند :
ناوليني ياليلى ذلك الطبق ،فقالت ليلى : لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها ، فأعادت عليها ، فصاحت ليلى : واذلاه ، يالتغلب ..فسمعها ابنها عمرو، فثار الدم في وجهه
ونظر إليه عمرو بن هند الملك فعرف الشر في وجهه ،فوثب عمرو بن كلثوم ،إلى سيف عمروبن هند المعلق في الجدار ، ليس هناك سيف غيره ،فضرب به رأس عمرو بن هند فقتله وكان ذلك نحو 560 م ، ثم نادى عمرو في بني تغلب فانتهبوا مافي الرواق وساقوا نجائبه إلى الجزيرة ، وجاشت حينها نفس عمرو بن كلثوم وحمى غضبه "
فنظم معلقته المشهور يصف فيها حديثه مع ابن هند وشجاعته وعزته....:
ومعلقة عمر بن كلثوم حوالي 1000 بيت ولكن لم يحفضوها الرواة على مر العصور والسنين
وعمرو بن كلثوم معدود في فتاك العرب، فحادثة عمرو بن هند ادخلته التاريخ، فشجاعته النادرة في مجلس الملك اثبتت رباطة جأشه وزعامته، اما الصفات الاخرى التي يتصف بها فكثيرة منها: إرث النسب الصريح من ناحية الاب والأم، وحسن المنطق في مجالس الملوك ، والصدارة في قومه، وخوضه الحروب ضد المناذرة، والغساسنة، وبني حنيفة، وباهلة، ومجد قبيلته مذكور مشهور، فتغلب هي رأس العرب في الجاهلية .
ومن أخباره : أن بني تغلب حاربوا المنذر بن ماء السماء فلحقوا بالشام خوفا منه ، فمر بهم ملك غسان بالشام الحرث بن أبي شمر الغساني ، فلم يستقبلوه ، وركب عمرو بن كلثوم فلقيه ، فقال له الملك : مامنع قومك أن يتلقوني ؟
قال : لم يعلموا بقدومك ، فقال : لئن رجعت لأغزونهم ، غزوة تتركهم أيقاظا لقدومي ، فقال عمرو: ماستيقظ قوم قط إلأ نبل رأيهم وعزت جماعتهم، فلا توقظن نائمهم ، فقال : كأنك تتوعدني بهم ،أما ولله لتعلمن إذا نالت غطاريف غسان الخيل في دياركم أن أيقاظ قومك سينامون نومه لاحلم فيها ،ثم رجع عمروإلى قومه فجمعهم وقال :
ألا فاعلم أبيت اللعن أنا ،،،،، على عمد سنأتي ماتريد
تعلم أن محملنا ثقيل ،،،،،،وأن زناد كبتنا شديد
وأنا ليس حيى من معد ،،،،،يوازينا إذا لبس الحديد
فلما عاد الحرث غزا بني تغلب ، فاقتتلوا واشتد القتال بينهم ، ثم انهزم الحرث وفتل اخيه ومن المعروف ان مساكن بكر وتغلب اليمامة، ولكن علقمة بن سيف التغلبي نزح بأكثر تغلب وأنزلهم الجزيرة الفراتية، وبقيت بقية تغلب في مساكنهم في اليمامة، فوادي أُراط المعروف بسدير من ارض اليمامة كان محمية لتغلب، وكانت القبيلة تجمع إبلها فيه في وقت الخوف والحروب ، يقول عمرو بن كلثوم:
ونحن الحابسون بذي أُراطٍ **تسفُّ الجلّة الخُورَ الدَّرينا
واليمامة وان نزحت عنها قبيلة تغلب فلاتزال القبيلة على اتصال بها فبها بقيتهم، وبها ابناء عمهم من قبائل بكر المختلفة ولذلك يرد ذكرها في شعر عمرو بن كلثوم في اكثر من موضع مثل قوله:
واعرضت اليمامة واشمخرت **كأسياف بأيدي مصلتينا
وكانت بكر تسكن في اليمامه منذ زمن عمر بن كلثوم ألا هذا اليوم . وبنو حنيفه كانو يسكنون في الوادي. وهم من بكر ولا تزال الاسر المنتسبة الى بكر تقطن مدن اليمامة وقراها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق