أيها المولى..
حامل خطابي هذا بطل باسل صنديد، لاقى أبطالكم في ميادين الوغى، وأبلى في القتال البلاء الحسن، وقد وقعت أخته أسيرة، فقد كانت تدعى (ماري) وصار اسمها (ثريا). وإن لملك الإنجليز رجاء يتقدم به إلى ملك العرب وهو: إما أن تعيدوا إلى الأخ أخته، وإما أن تحتفظوا به أسيرا معها، لا تفرقوا بينهما ولا تحكموا على عصفور أن يعيش بعيدا عن أليفه. وفيما أنا بانتظار قراركم بهذا الشأن، أذكركم بقول الخليفة عمر بن الخطاب ـ وقد سمعته من صديقي الأمير حارث ـ وهو : " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ ".
فرد صلاح الدين على رسالة ريتشارد يقول :
من السلطان صلاح الدين الأيوبي إلى ريكاردوس ملك الإنجليز
أيها الملك..
صافحتُ البطل الباسل الذي أوفدتموه رسولا الى ، فليحمل إليكم المصافحة مما عرف قدركم في ميادين الكفاح، وإني لأحب أن تعلموا بأنني لم أحتفظ بالأخ أسيرا مع أخته ، لأننا لا نبقي في بيوتنا سوى أسلاب المعارك، لقد أعدنا للأخ أخته. وإذا ما عمل صلاح الدين بقول عمر بن الخطاب، فلكي يعمل ريكاردوس بقول عيسى عليه السلام " أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله". فرد أيها الملك الأرض التي اغتصبتها إلى أصحابها، عملا بوصية السيد المسيح عليه السلام . "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق